تعودنا من حكومتنا الرشيدة العناية والاهتمام بكل شرائح المجتمع ورعايتهم رعاية علمية وصحية وصرف مليارات الريالات في سبيل ذلك !!

ولأن هذه الرعاية لا تكتمل إلا بالمساواة بين الجميع فيها فإنني أسلط الضوء في هذه المقالة على فئة مظلومة لم تجد لها الرعاية الكاملة سواء من وزارة الصحة أو وزارة التعليم !!

إنهم أبناؤنا من ذوي ( فرط الحركة ) والذين يعانون من قلة التوعية بأوضاعهم أو عمل البرامج المناسبة لتدريب من يتعامل معهم على كيفية التعامل العلمي المناسب معهم !!

ومن هنا اطرح مقالتي هذه كوني أحد من عمل في مجال التربية والتعليم لأكثر من ثلاثين عاما جعلتني ( بكل تواضع ) خير شاهد على مدى معاناة هؤلاء الأطفال والشبان والأخطار التي قد تحدق بهم في حال استمرار الوضع على ماهو عليه !!

في التعليم العام لدينا نوعين من الطلاب ..

طالب عادي قد يكون لديه حركة زائدة ولكنه يستطيع ضبطها متى ما أراد ويستجيب مع تنبيهات وتحذيرات المعلم ..

وطالب اخر في نفس السن ولكنه مصاب بفرط الحركة فلا يمكنه التحكم بافعاله وتصرفاته نتيجة خلل دماغي يجعله كثير الحركة مشتت الانتباه سريع الانفعال ومبالغ في ردات فعله نتيجة لأي استفزاز يتعرض له !!

هذا الطالب يجب التعامل معه على انه مريض مرضا نفسيا ويجب التعامل معه على هذا الأساس ..

للأسف العاملين في قطاع التعليم ( معلمين وإداريين )
ينقصهم الكثير من الوعي والمعرفة بحالة هؤلاء الطلاب فيعتقدون انهم يتعمدون إثارة الفوضى وعدم الانصياع لتوجيهات المعلمين مما يجعل هؤلاء المعلمين يلجأون لوسائل ( التعنيف والشدة ) مع هؤلاء الطلاب وهذا أمر يزيد في تمردهم وتنمرهم وسوء حالتهم النفسية وقد يصل بهم الأمر إلى ترك مقاعد الدراسة وتحولهم لأشخاص سلبيين وناقمين وكارهين لأفراد المجتمع فينتج عن هذا تصرفات قد تجعلهم نزلاء لمصحات نفسية أو للاصلاحيات أو السجون !!

إن من واجب وزارتي الصحة والتعليم التعاون معا لتوعية كل من يتعامل مع هؤلاء الأطفال بالطرق العلمية والنفسية التي يتم من خلالها السيطرة على طاقتهم الزائدة وتحويلها إلى طاقة إيجابية تماما كما يتم التعامل مع مرضى الإعاقة الفكرية أو ذوي القدرات الخاصة أو التوحد وهذا يتطلب عدة أمور :

انشاء فصول خاصة لمثل هؤلاء الطلاب يقوم بتدريسهم فيها معلمون متخصصون أو متحصلون على دورات علمية لكيفية التعامل مع هؤلاء الطلبة !!

كذلك من المفترض أن يتم عمل دورات مكثفة ومتعددة لجميع المعلمين والإداريين لتعريفهم في كل مدارس التعليم العام والخاص لماهية هذا المرض وكيفية التعامل المثالي مع هؤلاء الطلاب !!

أقول كلامي هذا من خلال متابعتي وإدراكي لمعاناة هؤلاء الطلاب سنين طويلة ومتمنيا أن يصل صوتي للمسؤلين في وزارة التعليم لزيادة الاهتمام بهذه الفئة ووضع البرامج التي تساعد في التعامل معهم التعامل العلمي الذي يكفل الاهتمام بهم ومراعاة ظروفهم الصحية ومساعدتهم ليكونوا أفرادا أسوياء كباقي أقرانهم !!

والله الموفق .

إضافة..

من لا يشكر الناس لا يشكر الله

لذلك اتقدم بالشكر للسبدة الفاضلة لانا عادل الشريف التي خرجت بكل شجاعة على قناة روتانا لتحكي معاناتها مع ابنها وتوضح مدى خطورة التعامل الخاطئ مع هذه الفئة !!

والشكر كذلك للصديق العزيز ( الإعلامي حسين غازي المالكي ) الذي وجه لي الدعوة للظهور في برنامج ياهلا لمناقشة هذه القضية ولكن ظروفي لم تسمح فكان محفزا لي لفكرة هذه المقالة) !!

واخيرا وليس آخرا أشكر اخي وصديقي الدكتور مهند عبدالله الزهراني الذي وافاني بكثير من المعلومات العلمية والطبية حول هذا الموضوع ) !!