عجبًا لهذا المُجتمع!
عجبًا لهذه الأُمة!
عجبًا لسطحيتها!

فكل شيء ليس جديًا
وتؤخذ كل الأمور من منظور القطيع الكامل
لا يوجد إستقلالية في أي قرار
حتى أكثر الأمور خصوصية.

تقوم هذه الأمة على تنشئة مجتمع متشابه تماماً، ونسخ مكررة من بعضها البعض
وتصر على ذلك، برغم النتائج الفاشلة.

وهنا تذكرت مقولة آينشتاين عندما قال (الغباء كل الغباء، أن تصنع الشيء مرتين بطريقة واحدة وتنتظر نتائج مختلفة)

وبحكم إختصاصي في علم الإجتماع ، وكثير من الحالات التي مرت علي

عادة عندما تحدث مشكلة زوجية ويجتمع الزوجان عندي

فإن أول سؤال أطرحه
كيف تم الزواج؟
وهل كان بقناعة؟

وأكتشفت أن النتائج متطابقة، والفكرة واحدة
تتلخص في طلب الأبوين في التالي:

“نبغى نفرح بيك ونشوف أحفادنا ياولدي”
أو
“متى أشوفك على الكوشة بالفستان الأبيض يابنتي”

وهذين الطلبين تسببت في الكثير والكثير والكثير والكثير والكثير من الآلام والضياع في حق أبرياء لا ذنب لهم

تلك الخطيئة
وتلك السطحية التي زرعها الأجداد، ضحاياها هم الأحفاد…

الذين أتو بلا رغبة منهم ولا من أبويهم.

بل أتوا بناءًا على رغبة العديد من الأشخاص الطاعنين في السن الذين أجتمعوا في مناسبة وأصبحوا يتباهون بعدد أحفادهم
وماذا كسر حفيدي؟
وماذا قال لي حفيدي؟

مما يجعل أحد الحاضرين في تلك الجلسة يقرر بأن يأتي بأحفاد لكي يتحدث عنهم بأي طريقة كانت، ولكي يتباهى بهم أيضًا…

ولكن!
للأسف يأتون هؤلاء السجناء الصغار ويدفعوا ثمن تلك الرغبات اللحظية…

وفي نهاية المطاف…

يخرج هذا الجد، وتلك الجدة من هذه الكارثة التي تسببوا بها، تاركين ابنهم أو ابنتهم يصارعون الشتات…

وعندما أعيد السؤال على الزوجين
يتضح لي أنهم وقعوا في هذه الكارثة وهم يظنون أن ما صنعوه فصلًا من فصول بر الوالدين…

سؤالي هو:
مالذي أقنعهم أن الزواج يعتبر من البر؟

وكيف لم يقتنعوا أن أعظم إثم هو عيش هؤلاء الأحفاد أيتام، ووالديهما على قيد الحياة؟

كيف يستفيق هؤلاء من سكرتهم؟

لست متعاطفة مع رغبات الأجداد!
ولست متعاطفة مع بر الأبناء!

إنما كل حزني على هؤلاء الضحايا(الأحفاد)
الذين أصبحوا كائنات لا قيمة لها
سوى أنهم أرقام تُمثل رغبات وأحاديث تجري(خلال قهوة العصر)…

سؤالي هو أيضًا

لماذا المأذون الشرعي يوافق على صحة العقد، وهو لا يسأل إلا عن قيمة المهر فقط…

وكأن المرأة سلعة، والرجل تيس مُستعار…

ولماذا لا يسأل هذا المأذون
ماذا سيضيف لها؟
وهي ماذا ستضيف اليك؟
وأين عرفتها؟
ومالذي شدك إليها؟
هل سبق أن أتفقتما وتحدثتما معًا؟

فالمأذون عادة لا يسأل؟؟؟
لأنه وبكل بساطة هو تزوج بنفس الطريقة…

فهما إحدى الحالتين

إما أن والدة العريس رأت هذه الفتاة الحسناء تتراقص على كوشة إحدى الزواجات!

أو

رأتها في إحدى مراسم العزاء بلا (مكياج)!

ودور العريس المسكين يتلخص في صناعة الأحفاد فقط…
والمرأة المسكينة وظيفتها (التفريخ)…

فهنيئًا لكي أيتها الأمة المجيدة بهذا الكم الهائل من الأطفال المعقدين نفسيًا
والنساء المستعبدات
وأشباه الرجال الذين يزدادون يوماً بعد يوم…

أستمري يا أمتي على نفس هذه الوتيرة!
ولا تتغيري!

لتكثر ملاجيء الأيتام…

(ربما أن ذلك يساعد في خلق فرص وظيفية)

لأن الإجابة أتضحت منذ البداية…

يأتي الأب متجهمًا
أو
تعود الأم من إحدى المناسبات وهي (معبأ راسها)

ويقف أحدهم في موضع القوة (تزوج يا ولد)
أو
(تزوجي يابنت)

وعندما تكون الإجابة(ما أبغى)

سيكون الرد حتمًا (إلا تبغى)

(قضي الأمر الذي فيه تستفتيان)