أوضح خبراء أنه يمكن أن تظهر الطفرة الأصلية المسببة للسرطان منذ 40 عاما من خلال إعادة بناء تاريخ سلالة الخلايا السرطانية في فردين مصابين بسرطان دم نادر.
وظهرت الطفرة الجينية التي أدت إلى ظهور المرض لأول مرة، في مريض يبلغ من العمر 63 عاما، في حوالي سن 19، وفي المريض الثاني البالغ من العمر 34 عاما، في حوالي 9 سنوات.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة ساهاند هرمز، الأستاذ المساعد لبيولوجيا الأنظمة في دانا فاربر: “بالنسبة لهذين المريضين، كان الأمر أشبه بمرض الطفولة الذي استغرق عقودا وعقودا لظهوره، وهو ما كان مفاجئا للغاية. وأعتقد أن دراستنا تجبرنا على التساؤل، متى يبدأ السرطان، ومتى يتوقف التمتع بالصحة؟. يبدو بشكل متزايد أنها سلسلة متصلة دون حدود واضحة، ما يثير سؤالا آخر: متى يجب أن نبحث عن السرطان؟”.
وركز هرمز على الأورام التكاثرية النخاعية (MPNs)، وهي نوع نادر من سرطان الدم ينطوي على فرط إنتاج شاذ لخلايا الدم. وترتبط غالبية MPNs بطفرة معينة في الجين JAK2.
وأكد أنه عندما تحدث الطفرة في الخلايا الجذعية لنخاع العظام، مصانع إنتاج خلايا الدم في الجسم، يمكن أن تنشط JAK2 بالخطأ وتؤدي إلى زيادة الإنتاج.
وقام الباحثون بعزل عدد من الخلايا الجذعية التي تحتوي على الطفرة، وكذلك الخلايا الجذعية الطبيعية، من كل مريض، ثم قاموا بترتيب تسلسل الجينوم الكامل لكل خلية على حدة.
وتكتسب جينومات الخلايا بشكل عشوائي ما يسمى بالطفرات الجسدية، وهي تغيرات عفوية غير وراثية وغير ضارة إلى حد كبير. الخلايا التي انفصلت مؤخرا من نفس الخلية الأم سيكون لها بصمات طفرة جسدية متشابهة جدا. لكن خليتين مترابطتين بعيدا تشتركان في سلف مشترك منذ عدة أجيال سيكون لديهما عدد أقل من الطفرات المشتركة لأنه كان لديهما الوقت لتراكم الطفرات بشكل منفصل.
وأضاف هرمز: “في البداية، هناك خلية واحدة بها الطفرة. وعلى مدى السنوات العشر القادمة هناك شيء مثل 100 خلية سرطانية. ولكن بمرور الوقت، ينمو العدد بشكل كبير ويصبح آلافا وآلافا. لدينا فكرة أن السرطان يستغرق وقتا طويلا جدا ليصبح مرضا علنيا، لكن لم يظهر ذلك على أحد بشكل واضح حتى الآن”.
التعليقات
اترك تعليقاً