وطن لم يرتهن، عرصاته سمو، ورماله علو، رجاله من ضياء ووفاء، ونساؤه من عفاف وحياء، خيراته تفيض، تتلاقى أطرافه، وتتقافز أطيافه، خلق بين سماءين، سماء دين وسماء دنيا، لم يعرف الحضيض، ولم يلتقي على ثراه النقيض، فرسانه منذ فجر الخليقة سيف ورمح شجاعة وإقدام، منه ساقت الرياح مجمل البارعين، ففي الفروسية عنترة وفي الكرم حاتم، وفي البيان ابن ساعدة، وفي الدهاء ابن العاص وفي الحكمة الأحنف، وفي الحب جميل بثينة، أمثلة العرب شعرا ونثرا من بين لابتي هذا الوطن والذي أخذت رياضه وتلاله تنتفض مشمرة عن سواعدها مهللة ومرحبة بناموس الكون، وتهاوت رؤوس الطواغيت وحرم الله عليها هنا المبيت، لتتلألأ فيافي هذا البلد الأمين ب:” قل هو الله أحد…” ولتتعطر الأنداء بسيرة خير البشر سيدنا ونبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولترتقي الإنسانية لأعلى مكانتها وتبدو في أبهى صورها، مع رعيل السلف وخير من خلف، وجريا على سنة الله في كونه وسلطانه على خلقه، تآمر الشيطان مع الأقران ليعيش مأرز الدين والعروبة حقبا زمانية مظلمة توارت فيها الخيرية، وتردت البشرية، حتى قيض الله لحرمه ومهبط وحيه رشدا فتصافحت كلمة الحق( لا إله إلا الله محمد رسول الله) مع حد سيوف الحق، وانبثقت من بين نقع غبار السماكين، وفي عتمة ليالي النائحين بروق الأمل، وزكمت رعود الراكعين الساجدين، وزمجرت أسد السنة في كل شبر مطاردة فلول الشرك والذل والمرتزقة، وأشرقت شمس( آل سعود) منذ (١١٥٧ هجرية) وظلت أرضنا ولقرنين من الزمان في مرحلة مخاض حتى أتى اليقين، وبان ما يسر الناظرين، وصاح المنادي فجر(١٧ -من جمادى الأولى- ١٣٥١ للهجرة) معلنا: (توحيد هذه الجهات المترامية باسم المملكة العربية السعودية)، وتوحدت الدار، وخمدت كل نار، وطاف قطار الازدهار، وتسابقت كل الجهات تلين مبايعة طائعة لله ثم للمؤسس ومن خلفه من بنيه الغر الميامين- يرحمهم الله ومن أعانهم- وسار الركب لا يبالي بالنابحين ولا يلتفت للناعقين حتى وضعت سعوديتنا كف بيعتها بيمين سلمانها ومحمدها – يحفظهما الله وكل مخلص لله ثم لهما- فكأنه القدر ابتسم والمجد ارتسم لهذا الكيان فزدنا وكل من حوالينا نقص، وبنينا فأعلينا والعالم يهدم من جنبتينا.

واليوم تتجدد ذكريات عام التوحيد(٩١) لنرى في صفحة إنجازاتنا الضاحكة ما يلي:

– نضع كتفنا مزاحمين أقوى (٢٠) دولة في العالمين.
– نطلق (١٧) قمرا صناعيا في شتى الميادين.
– تفيض أرضنا بالذهب والفضة والبترول والغاز ومختلف المعادن.
– ننتج ( الأنسولين وأجهزة التنفس الصناعي ولدينا(٤٠) مصنعا
دوائيا.
– نصنع الرقأئق الذكية والتي تفوق قدرتها المعالجية نظيراتها
آلاف المرات.
– نصنع أسلحتنا بأيدينا ونضغط الزناد دون وجل في وجه أعادينا.
– نتعلم عن بعد وننجز مراحل العولمة والحوكمة في إتقان أعيا الحاقدين.
– لدينا حاليا(٣%) من علماء المستقبل المعتبرين على مستوى العالم.
– ننشئ مدن المستقبل الخيالية ولنا في (نيوم) خير الواعظين.
– وفي كل عام لدينا المزيد.

اللهم زد (آل سعود وشعبهم ومن أحبهم عزا ومجدا ونصرا وتمكينا
وانصر بهم دينك وقهم كل كيد وشر يا رب العالمين).