حب آدم، وردة الكون، فتنة هابيل وقابيل،سحابة المشاعر، إلياذة العاشقين، خاطفة العقول، آسرة القلوب، حكمة لقمان، سبك ذي القرنين، حلوى الشيطان، آمرة فرعون، حانية رؤوس الفرسان، رابتة أكتاف الشجعان، الفولاذ والحرير، العاصفة والنسيم، الحرب والسلم، الحقيقة والخيال، وآيات الجمال، كل ذلك حواء الهوى والأهواء، الدواء والأدواء.

خلقت منشأة في الحلية، ولكنها تكبح السيوف، وتهزم الألوف، بغمزة من عينيها، ورعشة هدب من وارف جفنيها، وتلويحة بسبابة يديها، تعلق الأفئدة، وتشغل كل الأصعدة، وجودها حياة حياة، وفقدها اكتئاب، وخروج عن الأسباب، ومواجهة مع سنة الله، هذه القوية الناعمة، القاعدة القائمة، الجانية البريئة، الحيية الجريئة، كانت في الجاهلية تطوف بالبيت العتيق عارية ومع ذلك تشترط، تغرها الذئاب.

وعقد الباسقات لا ينفرط، استعبدتها الأمم، وخانتها الذمم، وجعلتها رمز غواية، ولعبة متعة تداس وتلاك لا وازع يحرك البشر، ولا حدود تحفظ الأدب، فلما جاء الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم بخاتم الأديان، والخلاصة من الرسالات، والمهيمن من الكتب، والكمال من الأخلاق جعلها نصف المجتمع، وخاطبها كما يخاطب الرجل.

فجاءت ألفاظ:( المؤمنين والمؤمنات، المسلمين والمسلمات…الحافظين فروجهم والحافظات….)وخصها بسور كاملة: ( النساء، مريم، والممتحنة)، وجعل منها كائنا تحيطه الحقوق، وتحفه الواجبات، له الرأي، ومنه الأمر، وعليه المراهنة، وفيه الخير.

لقد كانت المرأة على مر التاريخ برغم ما يكتنف مشهدها من دوائر الظلام، ملكة حاورت أعظم ملوك الأرض قاطبة( بلقيس وسليمان).

كما كانت في عروبتنا قصائد الحب تسلب العقول( ليلى ولبنى) وتلهم العذرية والشرف( بثينة) والشاعرة التي تقارع فحول الشعراء ( الخنساء وميسون وميادة وولادة) والتاجرة التي عمل بتجارتها أعظم مخلوق وأشرف بشر( خديجة -رضي الله عنها-)والفارسة القوية الشكيمة( خولة بنت الأزور) وكانت راوية الحديث وناقلة السنة ( أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن-)وصاحبات الرأي والمشورة( أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- وشجرة الدر) وسواهن الكثيرات عبر العصور، وفي العصر الحديث، يقف الرجال، وترفرف الرايات للأميرة( نورة بنت عبدالرحمن آل سعود) والتي أضاءت طريق أخيها المؤسس – يرحمه الله- لاستعادة ملك آبائه وأجداده، وتوحيد هذا الكيان العظيم، وهناك الطبيبات والصيدليات والمعلمات والمهندسات وربات الأعمال والأموال، والمفكرات والشاعرات والناثرات.

فعم يبحث من يهمز ويغمز بكبت النساء؟ ولم ينادي المثقفون على اختلاف مشاربهم ببدعة امتهان المرأة؟ وكيف يشيد المهيجون للمشاعر بسياقة المرأة؟ ومنذ (٥٠) سنة ونساء هذا البلد يمارسن السياقة في الأماكن التي تستدعيها الظروف كما نجد جهة نجران وحتى الرياض وسواها من الجهات دون عقاب ولا لفت نظر، فما الغريب ؟!!!.

من هي المرأة التي يبحث عنها اللاهثون؟

هل هي من ينتخي بها الملوك ؟! إن كانت فنورة يرحمها الله إيقونة.

أهي المعلمة والطبيبة والمهندسة وسيدة الأعمال…؟ المجال لا يتسع لذكرهن.

أم هي تلك الرعبوب التي تعلو التنورة ركبتيها، وتتدلى جدائلها على كتفيها، وتحسر عن نهديها، وتزيد بطبع أحمر شفتيها على خدي معجبها؟!! إن كانت هذه، فالباحث عنها والمنادي بها خنثى لا رجولة في جسده ولا نخوة في روحه، يمثل بفكره معول هدم يهدم جدار دينه، ويستعدي المجتمع على ولاة أمره، فهو يضرب بعصا تفتيت المجتمع.

ويطعن بخنجر لتمزيق الأسر، ويلبس طاقية الشيطان في ثياب الواعظين، كعادة المارقين، كفانا الله شره، ورد كيده إلى نحره.