يتوقَّع عدد من علماء “المستقبليات” أن يعتبر التدخين في الأعوام القادمة “محظوراً” مثله مثل المخدرات لأنه آفة ذات خطر فاتك بصحة الإنسان أيضاً ، وخصوصاً أن كل التحذيرات على العبوات المباعة بأمر من الحكومات لم تقدم المطلوب في مسألة التوعية.

ومن المؤكد أن أغلب المدخنين على علم ودراية بمخاطر التدخين، وما قد يترتب عليه من أمراض خطيرة بالقلب والرئتين لكنهم يجهلون آثار التدخين على الأوعية الدموية الطرفية وما يترتب عليه من مشاكل صحية واجتماعية خطيرة.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور جمال الدين مصيلحي أخصائي الجراحة العامة بمستشفيات الحمادي بالرياض لصحيفة “صدى” العلاقة بين التدخين وتصلب شرايين الطرفين، مؤكدًا أن الدخان يؤثِّر بشكل مباشر على خلايا الجدار الداخلي للشريان ويقلل نسبة الأوكسجين بها.

وقال الدكتور جمال مصيلحي، أنه يحتوي التبغ على أول أكسيد الكربون الذي يتحد مع هيموجلبين الدم بدلاً من الأكسجين؛ فيؤدي إلى تصلُّب الشريان وتخثر الدم والذي قد يمتد إلى فروع الشريان الدقيقة فيمنع وصول الدم للأنسجة، مما يؤدي إلى موتها، وخصوصاً إذا لم تكن هناك روافد وعائية.

وأشار إلى أن داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وارتفاع نسبة الدهنيات بالدم، كلها تؤدي إلى تصلب الشرايين، لافتًا إلى أن هناك ثلاث مراحل للمرض: أولاً عرج متقطع ، وهو عبارة عن تقلص أو ثقل أو عدم راحة بعضلات الساق يشعر بها المريض عند القيام بمجهود مثل المشي ، يزداد الألم مع ازدياد المسافة حتى حد معين يقف عنده المريض فيخف الألم تدريجياً خلال دقائق ثم يعود ثانية إذا تكرر المشي لنفس المسافة السابقة ، أحياناً يمتد الألم لعضلات الفخذ والإلية.

وأكد أنه يتشابه هذا الألم مع ما يشعر به المريض بانزلاق غضروفي أو تضيق في القناة العصبية لكن يختلف عن عرج التدخين في أن الألم يأخذ فترة طويلة أكثر من نصف الساعة حتى يتحسن، والمرحلة الثانية هي مرحلة ألم الراحة: وهو عبارة عن ألم وحرقان يشعر به المريض في جلد القدم ، يحدث عادة ليلاً ، حيث يقل الدم المتدفق من القلب للأطراف مع الراحة وفقدان الجاذبية الأرضية كعامل مساعد ويتحسن الألم عندما تتدلىَّ الرجل بجوار السري.

وذكر أنه مع تقدم المرض تحدث تِغيُّرات في الجلد من حيث اللون والمرونة والحرارة نظراً لنقص التروية الدموية ولا يوجد نبض محسوس بالقدم، أما المرحلة الثالثة فهي موت الأنسجة ، فنظراً لعدم كفاية الدم والأكسجين تظهر القرح التي لا تلتئم وتسود الأصابع ويموت الإحساس بها ، ثم يمتد بالتدريج إلى باقي أجزاء القدم وتصل في النهايات إلى غرغرينا بالقدم ، يتبعها في النهاية فقدان القدم المصابة.

وعن الطرق العلاجية لمنع تفاقم المرض، قال أن أولاً : الامتناع عن التدخين نهائياً، حيث ثبت مع التجربة أنه يؤدي إلى تحسن الأعراض المرضية بشكل ملحوظ، فيشعر المريض بالقدرة على المشي بدون ألم لضعف المسافة التي كان يمشيها سابقاً، وثانيـاً: علاج مكثف للداء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وارتفاع دهنيات الدم إذا وجدت هذه الأمراض مع التدخين.

ولفت إلى أن ثالثـاً: تمرينات رياضية بالتدريج ( علاج طبيعي )، رابعاً: الأدوية: وهي بشكل عام ليست فعَّالة في العلاج ، لكنها عامل مساعد ومفيد فينصح بتناول قرص أسبرين 75 مجم يومياً، فهو يمنع حدوث تخثر بالدم عن طريق التأثير على الصفائح الدموية، وبذلك يمنع مضاعفات المرض، وأيضاً ينصح بتناول فيتامين هـ، فلقد أثبتت الأبحاث أهميتة للمدخنين فهو عامل مضاد للأكسدة.