الْإِعْلَام جُزْءٍ مِنْ حَيَاتِنَا سَوَاءٌ فِي زَمَنِ الْفَاقَة إلَى الْمَعْلُومَة وَالْخَبَر وَالرَّأْي أَوْ فِي وَقْتِنَا الْحَاضِر الْمُمْتَلِئ حَتَّى التُّخَمَة بِكُلّ شَيّ لَيْس بِالْخَبَر والمعلومة فَقَطْ بَلْ بِالْجُنُون والخزعبلات ، وَمَعَ ذَلِكَ يَبْقَى إعْلَام لابدمنه وَلاَ مَخْرَجٌ أَوْ بَدِيلٍ ، فَعِنْدَمَا كُنَّا نَشْتَرِي الْجَرِيدَة برائحتها الَّتِي تُشْبِهُ إِلَى حَدِّ مَا رَائِحَة خُبْز الْفَرَّان الشَّهِيّ فالصحيفة تَغَذِّي الْعُقُول لِمَنْ عَقَلْ وَكَذَا الْخُبْز يَشْبَع الْبُطُون لِمَن قَنَع لنستمتع بِتَقْرِير يَسْبِكُه إِعْلامِي حَقِيقِيٌّ وَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ الْجَمَاعَة !
وَبِكُلّ جديدفي الْمَقَالَة الَّتِي هِيَ الطَّرِيقُ إلَى تَحْلِيل الْخَبَر وَتَشْريحِه الَّتِي يتولها كتاب( نزيهين) رُبَّمَا عَلَى الْأَقَلِّ خوفاً مِن الرَّقَّابَة وَالْعِقَاب !
وَعِنْدَمَا تَغَيَّرَ الْحَالُ وَأَصْبَح كِتَاب الْأَعْمِدَة المؤدبين فِي أَيَّامِ مَضَت الَّتِي كَانَ يَعْلُو كُلّ عَمُود مِنْهَا شماغ وعقال وَمِنْ تَحْتِهِ وَجْه شَاحِب أَقْرَبُ إنْ يَكُونَ مُقَفًّى (كاسةصينية) تَأَنّ الْإِهْمَال والطيبة !
وبقدرة قادرتصدر هؤلاءالاستديوهات الْخَاصَّة وَرُبَّمَا الْعَامَّة ولايرضون بِأَقَلَّ مِنْ أَجْرِ سِينَمائِي (أكشني)وبدل تَجْمِيل وتلميع وتفتيح .
وَشُرُوط تعجيزية لملاك الْقَنَوَات فَبَعْضُهُم يطر لِقَبُول هَذَا المذيع الْمَشْهُورِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ يَتَحَدَّثُون بِالسَّخَط عَلَى مِثْلِ هَؤُلَاءِ مرددين اللعنات تِلْو اللعنات لِهَؤُلَاء المتكسبين ،
هُو بِذَاتِه وبشحمه وَلَحْمُه (وبراطمه واصداغه )ذاك الْكَاتِب الْمِسْكِين فِي زَمَنِ شَحّ الفُرَص حِينَ يُعْطَى الْمِسَاحَة (والمايك) وَالْحُرِّيَّة حِينِهَا سيبث مافي نَفْسِهِ مِنْ سَخَطِ وترسبات وَتَعَصُّب ، نَتَرَدَّد عِنْدَمَا نُهْم بِلَمْس ريموت الشَّاشَة بغضامما قَد تُخْفِيهِ مِنْ أَشْبَاهِ المتفجرين جُنُونًا وَمُبَالَغَة وصراخ ، بَيْنَمَا الْعَكْس هُنَاك أَسَاتِذَةٌ فِي الْإِعْلَامِ ينبؤن أَنَّه لازالت هُنَاك مِسَاحَة فَائِقَةٌ مِنْ الْإِبْدَاعِ وَالنَّقْد الهادف المغلف بِالْخَلْق الْحَسَن وَاحْتِرَام الْمُشَاهَد قَبْل احْتِرَام النَّفْس ، وَعَلَى طَارِئٌ الْمُحْتَرَمَيْن جدآصاحب الوَجْهَ البَشوشَ (محمد الخميسي )فهو أَقْرَبُ إنْ يَكُونَ للتو بَزَغ مِنْ بَيْتِ طِينِيٌّ هَادِي يَتَزَيَّن بِكُلّ مالذ وَطَاب مِنْ الْفِطْرَةِ وَالْحَبّ ، هُنَاك الْكَثِيرِ مِنْ أَصْحَابِ الْوُجُوهِ الدائفة الَّتِي تَتَزَيَّن (البلازمات) بِهِم رَيْثَمَا تَأْتِي الْوُجُوه الْمَصْبُوغَة بِالسَّوَاد وَالتَّعَصُّب فتتمنى هَذِه الشَّاشَة لوجلست فِي ادْرَاج (صيني أويابني) وَلَوْ كَانَتْ مفصلت الأجزاءلتنام قَرِيرَة الْعَيْن بدلاً مِن مجوارة الْقُبْح !
ولاداعي لِذِكْرِ مَنْ كَانُوا يعتلون الْأَعْمِدَة وَسَقَطُوا فَجْأَةً فِي وَحْلٍ الْمَادَّة ، فَقَدْ تَكُونُ كِتَابَةُ أَسْمَائِهِم تحفيزا للتافهين لِلظُّهُور أكثروأكثر . .
التعليقات
اترك تعليقاً