أصبحنا أضحوكة للعالم ، تمكنا من كشف بيتنا وأسرتنا المستور حالها ، دعني أظهر أبي ثم أمي ثم أخي ثم أخيرا خادمتنا ، لم يتبقى شي ، لماذا ؟ لأكون ترند اليوم وعالمي الشُهرَة ، وبعد لم أحقق ظهور يصل للمشاهدات العالية ، ثم تقفز قفزة لو علمت ماذا تكون عند خالقك !

تظهر جسمك الفاتن ، تحول خلقتك التي خلقك الله وأحسن صورك إلى تحول شاذ ،تمارس أبشع تصرفاتك تمارس قلة مروءتك.

ثم تقفز مرة أخرى ، دعني أنتقدك في فعلتك ثم اجعل لك رد لي وسب وقذف ، كي نذهب سوياً إلى عالم ترند السخرية ، وإذا لم أصل إلى الكثير من المشاهدات سوف أوكل محاميًا ستدفع لي قيمة مافعلت ذلك لأني استغليت الموقف.

ثم يكون لذلك المحامي الترحيب الرائع لموكله …إنها القفزة الرائدة لذاك المحامي سوف يشاهدني وأصرح لموكلي وأجعل الجميع في شوق بمعرفة هل كسبت القضية أم لا !؟ محامي تملك الشهادة العالية.. بكالوريوس وربما أعلى في القانون ويأتي أصلها من الشريعة الإسلامية وأصول الدين ، وأين ذلك التعليم والأصول الشرعية .

لقد كتبت عن ذاك الموضوع الذي أشغل العالم وجعلهم يتجردون من طبيعتهم وحيائهم ودينهم وسوف أذكرها لعل في ذلك استفادة لـعقلك وضخ دم قلبك ليحيا ويعي ما أنت فيه ،من هنا :

الشهرة سلاح ذو حدين عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعالم الإنترنت تجعل من حياتك الشخصية كالكتاب المفتوح يقرؤه القاصي والداني ، وقد يفقدك المروءة والأخلاق.. وتجعل مما تطرحه مزحة ونكتة ، يتداولها الغير ؛ فتترك في النفس ألم دون وعي و إدراك منك.

لقد رأيت البعض يتقمص دور  شاعرٍ، و ممثلٍ، وعارض للأزياء … وغيرها وهو لا يمت بذلك صلة ، غير أن يكون أضحوكة لغيره ، وفي حقيقةً الأمر هو ليس كذلك ، بل يتصنع ذلك ويفعل ماينافي قيمه و مبادئه ليكنُ مشهوراً ، معتقداً إنها سبيلا إلى الثراء السريع.

الشهرة لن تجعلك تعيش في راحة  تامة واستقرار ، وسعادة حقيقية ، فـكل شيء سيكون محسوباً عليك في حياتك ، فكلما التفت برأسك يميناً أو يساراً ، ستلاحظ بأن كل شيء حُسب عليك من قبل المجتمع الذي تعيش فيه وأصبحت حقيقة للكل بأنك فعلاً أنت ذاك صاحب الشهرة ، فالفطين منهم يعرف أنك لبست رداء ليس لك.

و إن كنت تريد الشهرة حقاً ، ابحث عن موهبة تمتلكها وأجعل لنفسك حق الظهور بما يرضي الله والنفس، الموهبة هبة من الخالق لخلقه ، فلا تتصنع وتلبس لباس غيرك ، فربما يكون عليك واسع وبشع المنظر ، لأنه لم يكن لك ، هل تستطيع أن تلبس لباس غيرك !! يزيد وزناً ، وطولاً عنك ، ثم تظهر أمام البشر والمجتمع ؟

إن كان “لا”

اعلم أنك تمتلك عقلاً وتستطيع أن تكون موهوب بالمحتوى الذي وهبك الله به ، وتصنع من نفسك هدف تكسب به النفع والتعلُم.

وإن كان “نعم”

اعلم إنك قد تحتاج إلى مراعاة للمشاعر ، وتحتاج إلى طبيب نفسي…

أصنع لك أجراً تنتفع به في رحيلك من الدنيا !

أشكر خالقك لجعل موهبتك خيراً لك، نفعت غيرك بالنصح والطريق الصحيح للشهرة.

ولكن لا تتصنع بشيء لم يكن لك كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في بيته المشهور :

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.