يقول أمير الشعراء:

يا أرضُ مُذ فَقدَ المُعلِّـمُ نفسَه .. بينَ الشُّموسِ وبينَ شَرقك حِيلا

ذهبَ الَّذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم .. واسْتَعذبوا فيهَا العذاب وَبيلا

في عالَـمٍ صَحبَ الحَيـاةَ مُقيَّدًا .. بالفَردِ، مَخزومًا بـِه، مَغلولا

صرعتهُ دُنيا المُستبدِّ كمَا هوَتْ .. من ضَربةِ الشَّمس الرؤوس ذهُولا

لهيب حارق يجعل القلوب تدنو أسفا على براعم العلم وزينة الحياه ، حرارة يقرأ الترمومتر لهيبها فوق الأربعين بنفس عميق قارب الخمسين ، يجعل زفير الحر قطرات غزيرة من أجساد اطفالنا .

هنا يقف الأسى حيرة في عيون الآباء وفي أجساد الأطفال شفقة وتأوهاً من التعب ، ولكنه العلم نصمت له سمعاً وطاعة في كل شي من أجل أن يكونوا هؤلاء في وهج الزهور ذات يوم منارة تقدح الشرر نورا في سماء الوطن فخرا وانتصار ، وان يكون تعليماً لجيل كامل ، حتى تكون الموهبة فيه منارة عز وفخر في محافل التكريم .

إننا اليوم أكملنا عاما كاملاً كان النضال فيه أشبه بالمستحيل كانت الأيام تعد ساعاتها والأشهر تغرب أيامها والسنة على مشارف الانقضاء ومازال هذا الطالب النحيل الذي جُعل ظهره سندا للكتب وعقله وعاء للعلم ،وراسه موطن الذكاء تحت وغرة الشمس ولهيبها رسالة يقف الصمت حائرا من فحيح الهجير وساعات الانتظار بعد الخروج .

إن الأطفال زينة ترعاها الأقدار ادباً وعلماً ورحمة وحنينا.

إن هؤلاء الأطفال هم نواة غد ٍمشرق يسمع القول فيطيع فلا يكون العلم في وهج الهجير يبني من التعب أكواما في نفوسهم وصدوداً وجفاء .

إن العلم في مخيلةهذا الطالب هو النور هو الحروف التي يسهل نطقها في لسانه بهجة بإشراقة الكلمات وتجويداً بتلاوة القرآن وفناً بانغام الأناشيد .

العلم في مخيلة هذا النحيل هو الالتقاء مع زملائه وأصدقائه فرحين يجمعهم الود و تؤنسهم السعادة في ساحات المدارس إن العلم له لذة في عقولهم لانه نور يفك طلاسم الارقام وأبجديات الحروف .!

يجب أن تكون اليد حانية في تواريخها وان تكون الرعاية الأبوية غطاء لحنانها وشفقة في تعاملاتها فالأجيال تعاقبت وتقادمت واختلفت وتنوعت فجيل اليوم ليس هو ذاك جيل الأمس وطفل الغد هو ليس بذاك الطفل الذي كانت الصلابة تبني العزيمة في نفسه.

إنه جيل حصيف يتحمل كل شيء لم يأبه بما تطلقه الشمس من لهيب حارق لأن الحياة متساوية عنده داخل البيت وخارجه كانت الظلال هي الفيء الذي يستجير به من رمضاء التعب .

إننا اليوم إذا لم تكن للرحمة من سبيل إلى قلوبنا فاننا سوف تحرقنا شمس الأسى عليهم سوف تتعبنا الأدويه في جرعاتها تطبيباً لهم.

إن روح الأبوة وروح الإنسانية حاضرة في كل شيء لهؤلاء الأطفال وأن الاكتفاء من هذه التجربة تحت وهج هذا الصيف الذي لهيب ناره تكتوي منه الأجساد وتذاب فيه محاليل العلم ويذهب التركيز مع ضوضاء الانتظار الا تكون المنصة المدرسية فيء لهم ووقاية من حرارة الصيف أو تقليص حصص الدرس حتى تنتهي قبل الهجير .

كان عاماً كاملا رحلاته شاقة مع هذا الطالب الذي لم يركن إلى السكون سوى أسابيع ولم يخلد الى الراحة من العناء سوى اياما ما زال التحصيل مشواره يركض . فقد كانت تجربة الدراسة في رمضان ما بين أنين التعب وغرغرة الجوع ولكن الصمت يدفن الجوع في بطونهم الخرساء انينا وهناك من الأسر من جعلت السقاية في شنطة ابنها أو ابنتها وهناك من كان الاستعجال يدفعها الى النسيان .

إن التعليم هو المنارة التي توقد الهمم داخل النفوس إنه الأصالة التي تنير الدرب في تحقيق الحلم وبناء الوطن.

إن رسالتي رسالة جعلت الأبوة تمد يديها عطفا على هؤلاء حبًا في هذه البراءة التي هي ونحن سمعا وطاعة وحبا وكرامة في نعيم هذا الوطن المعطاء .

أبتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياه.