الأب هو الركن المتين في الأسرة ؛ صاحب التضحيات ، وحامل المسؤوليات ؛ يشقى ويكدح ؛ ليوفر لقمة العيش؛ ويؤمن مستلزمات ومتطلبات الزوجة والأولاد بنين وبنات .

يشترى لهم كل جديد ؛ ويلبي رغبات الكل والجميع بما يستطيع وفوق قدرته واستطاعته؛ فيدرس أبناءه في أفضل المدارس ، ويختار لهم أرقى الجامعات ، ويهديهم أفخم السيارات ؛ فعطاؤه بحر لايجف ، و حنانه هتان دائم لا يتوقف .

في صغرهم هو من يدير دفة الأسرة ،و هو مستشار في بيته ؛ لا يقطعون أمراً حتى يشهد ؛ هو من يبت في أي أمر بقبوله أو رفضه؛ لأنه يمتلك من الخبرة وتجارب الحياة مايؤهله لذلك .

إن ما يلاحظ هذه الأيام يتفطر له القلب ويندى له الجبين؛ فالأبناء – إلا من رحم الله – إذا أشتد عودهم ، واستقرت أمورهم ؛ وحققوا أهدافهم وأحلامهم ؛ تمردوا على آبائهم وأمهاتهم؛ فلا يستشيرونهم؛ ولا يقبلون رأيهم ؛ نسوا فضلهم عليهم ؛ وجحدوا تضحياتهم لهم .

بئس ما صنعوا ؛ وسوف يرد أبناؤهم هذا الدين أضعاف أضعاف ” فكما تدين تدان ” .

وبصنيعهم هذا يحاولون سحب البساط من تحت رجل والدهم، ويبذولون كل ما في وسعهم لسلب شخصيتة عنوة ؛ ليصفى لهم الجو ، وليمارسوا حياتهم كيفما شاءوا.