يعتبر التلفاز من أهم الوسائل الإعلامية الذي له تأثير كبير على الأسرة والمجتمع بكل ما يحتوي من مشاهد سواء كانت إيجابية أو سلبية، وله دور كبير في تغيير المفاهيم والقيم والأفكار.

بل أصبح التلفاز وللأسف الشديد في زمن العولمة هو القائد لزمام التربية عبر مايبث من برامج ومسلسلات وأفلام فيها الغث والسمين ،تسمم الأفكار وتغير المفاهيم والقيم والأداب الإسلامية .

فالفضاء مليئ بالقنوات التي تمطرنا صباح مساء يغزو فكري جديد عبر دراما مسمومة مستوحاة من الثقافة الغربية مسلسلات عربية وأخري مدبلجة ( تركية، مكسيكية ، كورية ، هندية) تغزو مجتمعاتنا غزو فكري ممنهج لتصفية العقول والأفهام لتكون تابعة.

أن المتابع لهذه القنوات والمشارب الفكرية والإنتماءات المتعددة يرى الجهود المكثفة والموجهة للشباب والمرأة والتي تجعلهم في حيرة من أمرهم وتدخلهم في مشاكل تربوية متناقضة نتائجها سوف تظهر على المستويين القريب والبعيد .

أفلام تسوق للعري بدعوى الموضة وللنسوية بدعوى المساواة ، وللمثلية بدعوى الحرية في إنتكاس للفطرة السوية ، وللخمور والمخدرات على أنها للتسلية ، وللخيانة الزوجية بدعوى الصداقة والحضارة .وقس على ذلك من الأشياء التي تساهم في تدمير القيم والأخلاق بأسلوب درامي مشوق .

وبما أننا لو كتبنا عن النظرة الشرعية لكل تلك الأمور والتي تجرمها جميع الشرائع السماوية لجائنا من يبرر من بعض الذي تغذو بالثقافة الغربية المنحلة ولكن سوف نطرح أراء بعض العقلاء والذين رأوو الماسي فأصبحوا ينادون بتدارك الخطر القادم يقول “جيفري جونسون” من جامعة كولومبيا ومعهد نيويورك للطِّبِّ النَّفسي: ” إنَّه يتوجَّب على أولياء الأمور أن يَتجنَّبوا السَّماح لأطفالهم بمشاهدة التِّلفاز لأكثرَ من ساعة يوميًّا على الأقلِّ في فترة المراهقة المبكرة”، وأكَّدت دراسته العمليَّة التي أجراها في شمال نيويورك وجودَ عَلاقة مباشرة بين ساعات مشاهدة برامج التلفاز العنيفة، والسُّلوك العدواني في المرحلة اللاَّحقة، بمقدار خمسةِ أضعاف للذين يُشاهدون برامجَ تلفاز عنيفة، لفترة تَتراوح بين أقلَّ من ساعة، وثلاث ساعات أو أكثر.

أمَّا الكِبار، فقدِ اتَّضح أنَّ عددًا منهم أصبح يتأثَّر بالحالات المرضيَّة، وحالات الاكتئاب التي تُعرض في المسلسلات، إلى درجة مراجعة الطَّبيب مع كلِّ مسلسل تظهر فيه حالةٌ مرضيَّة جديدة، بشكل وسواسي يُثير القلق.

ويقول رشيد الجرموني، عالم اجتماع، إنه يتم الاعتماد على نظرية مفادها أن “القيم تصل عن طريق اللغة المستعملة لدى الشعوب”، مشيرا إلى أن المسلسلات التركية أو المكسيكية التي يتم بثها حاليا على قنواتنا العمومية ترسخ قيما مخالفة للقيم المجتمعية، وتحاول ما أمكن التطبيع مع بعض المشاهد والسلوكات، موضحا أن اللغة المستعملة، أي الدارجة، تؤدي إلى سهولة الوصول إلى المبتغى.

وتقول الباحثةُ إقبال التَّميمي: “شاشة التلفاز هي مَنصَّة إطلاق الموضات و”التَّقليعات”، من قصَّات شعر، وأسلوب انتقاء الملابس والتَّصرفات، فهي أفضل وسيلة لتسويق الأسلوب الاستهلاكي والمحاكاة، بحيث أصبح المشاهد مسخًا مقلِّدًا للشخصيات المشهورة.

خاتمة

إذا تحررت الوسائل الإعلامية بمختلف أشكالها من ميزان الشرع وخضعت لميزان الهوى سوف يخرج جيلً يتمرد على القيم والثوابت.