1- ليس شرطاً أن تتصدق بكل ما تملكه من مال وأنت بحاجة ماسة إليه وإنما يكفيك منه ما يُكسبك الأجر والمثوبة من عند الله تبارك تعالى استناداً لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.

2- ليست شرطاً أن تكون الطهارة مُوجبة لصحة الصيام، فمن واقع زوجته قبل أذان الفجر ولم يغتسل، فصيامه صحيح على أن يُسارع في الاغتسال من الجنابة لكي يُدرك الصلاة وهذا ما فعله نبي الهدى والرحمة صلوات ربي وسلامه عليه حينما أدرك الفجر ذات ليلة وهو جُـنب.

3- يس شرطاً أن يُجيب كل مُعلم أو مُتعلم أو حتى المتفقه في الدين على ما يُطرح عليه من أسئلة وهو لا يعرف إجابتها الصحيحة، فمن قال لا أدري فقد أفتى، فلقد سُئل الإمام مالك بن أنس عن أربعين مسألة فقهية، فقال في ستة وثلاثون منها لا أدري تجنباً لما يقع عليه من مسئولية عظيمة أمام الله عز وجلّ يوم التناد كما في الحديث: رب كلمة يقولها صاحبها دون أن يعي لها بال فتهوي به في النار سبعين خريفاً.

4- ليس شرطاً أن يكون السبب الرئيسي لرفض بعض الخادمات العمل لدى كفلائهن وطلبهن السفر لبلادهن بعد قضائهن لفترة قصيرة من عملهن والمشروط بسنتين هو من ناتج كثرة الأعمال المناطة بهن أو لسوء المعاملة فقد يكون ذلك من جراء تأثرهن بخادمات مماثلات يعملن في أسر أخرى ويتقاضين رواتب مُغرية فيطمعن لأن يكن مثلهن فيلجأن حينئذ لهذه الطريقة لأجل المغادرة ومن ثم العودة بتأشيرة جديدة للعمل لدى مثل هذه الأسر المقتدرة أو يكون مبعث هذا الرفض اتفاق مُسبق مع المكاتب التي قامت باستقدامهن لجني أموال طائلة من ورائهن وذلك بعد انقضاء فترة التجربة والخاسر الأكبر في هذه اللعبة هم المستفيدون ومن لم يصدق فعلية مُجالسة من عانوا من هذه المشكلة والاطلاع على ما يُدوّن في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوصها.

5- ليس شرطاً أن تكون سعادة الإنسان فيما يملكه من ثراء مالي وعقارات وبيت فاخر وقصر مشيد وسيارة فارهة وتقلد منصب رفيع ووجاهة مُجتمعية ولديه زوجات حُسنيات وأبناء كُثر وإنما فيما يملكه من إيمان صادق بالله تعالى وطمأنينة في القلب وانشراح في الصدر وراحة في البال والضمير والنيل من محبة الناس والإحسان لفقرائهم ومحتاجيهم قال الشاعر الحطيئة واصفاً السعادة: وَلَستُ أَرى السَعادَةَ جَمعَ مالٍ وَلَكِنَّ التَقيَّ هُوَ السَعيدُ * وَتَقوى اللَهِ خَيرُ الزادِ ذُخراً * وَعِندَ اللَهِ لِلأَتقى مَزيدُ.

6- ليس شرطاً بأن ما يُصيب الإنسان المسلم من أمراض وأحزان أو أذى وتعثر في مسيرة حياته هو من ناتج تقصيره في عبادة الله وبما أمره ونهى عنه ونبيه صلى الله عليه وسلم، وإنما قد يكون ذلك من قبيل الابتلاء والامتحان ليقيس الله جلّ جلاله بهذه الأقدار ومن حين لآخر، قوة إيمانه وصبرة واحتسابه استناداً لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب الله عبداً ابتلاه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط والعياذ بالله.

7- ليس شرطاً أن يتقيد المسلم بعدد مُحدد من الركعات أو وقت مُعين لصلاة التهجد فلقد صلاها نبينا عليه الصلاة والسلام إحدى عشرة ركعة، وثلاثة عشرة ركعة وقيل أقل من ذلك بما فيها ركعتي الشفع والوتر في الفترة الواقعة لما بعد صلاة العشاء وحتى قبيل صلاة الفجر، وأن أكثرها صلالها في الثلث الأخير من الليل وهي الصلاة التي أجمع عليها العلماء المسلمين بأنها الأفضل بعد صلاة الفريضة وهي قربة إلى الله تعالى للنيل من رحمته ومغفرته وعفوه وهدايته وتوفيقه وسعادته بالفوز بجنته النعيم المقيم في الدار الآخرة.

8- ليس شرطاً أن تكون اللذة قاصرة على المعاشرة بين الزوجين وبما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات بل تتجاوزها إلى تلذذ واستمتاع بعض الناس حين قيامهم بأعمال خيرية لخدمة الفقراء والمحتاجين أو غيرهم بما يتعلق بخدمة الحرمين الشريفين طمعاً في نيل الأجر والمثوبة من عند الله تبارك وتعالى والفوز بجنته والنظر لوجهه الكريم يوم القيامة والتي لا تُعادلها لذة البتة لا في الدنيا ولا في الآخرة.

9- ليس شرطاً أن يكون الاتصاف بالكرم والجود هو من ناتج تقديم الشخص لضيوفه ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات الغالية الثمن وبكميات هائلة أو يستضيفهم في فندق خمس نجوم أو استراحات مُبهرة ومُكلفة وإنما الكرم والجود يكمن فيما تجود به النفس من هذه المتوفرات بمنأى عن البذخ والتفاخر والتبذير والإسراف المنهي عنه في الإسلام بقول الله تعالى( ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين ).

10- ليس شرطاً بأن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية كما يعتقده كثير من الناس وإنما قد يكون العكس من ذلك تماماً وقتما يُغلّب أحد طرفي هذا الرأي مصلحته الشخصية على حساب الطرف الآخر بدافع الأنانية وحب الذات، وهذا ما بينه المفكر والكاتب الإنجليزي وليم شكسبير حين قال: أسوأ العقول هي تلك التي تقوم بتُحويل الاختلاف إلى خلاف وتأخذ كل شيء بعين الإعتبار بينما الأحسن أن يستمع الفرد لكل شيء ثم يبتسم ثم يتجاهل.