السعودية عالمية الرسالة، عربية الهوية، دولة ثقافة وفروسية وضيافة، قامت على التوحيد الخالص الأشد بياضا من اللبن، وتسير على منهج ليله كنهاره، ومنذ نشأتها قبل(٣٥٠)سنة، نهضت على أسس ربانية، وتعليمات نورانية، لا تحمل العقد النيتروجينية، ولا تعتم بالخزعبلات، ولا ترفع الشعارات الثورية، الرب واحد والبشير النذير محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- والقدوة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية رعيلهم – رضي الله عنهم وأرضاهم- الذين أسسوا للحضارة، وبنوا للعلم منارة، حطموا الأغلال والقيود والتماثيل، هدوا مجد الأكاسرة والقياصرة لا كراهية ولا عدوانية؛ وإنما طلبا لتحرير النفوس وفتح دهاليز العقول للعلم والنور والحق المبين، والذي عرفه الشرق والغرب اليوم بني على ما أسلفنا وخلفنا فأخذوا عنا وأضافوا وأنصفوا وظلموا، ومع كل التقاطعات الطبيعية والبشرية كان المسلمون بعربهم وعجمهم أشعة الهدى ومدارس التقى ينصفهم المخلصون، ولا يحجب فضلهم إلا المعتدون، ولهذا:

فسعوديتنا بقادتها المختارين يفتحون الأيادي، ولا يهتمون لما يحيكه الأعادي، فمن خلقهم وآتاهم الملك قد كفاهم من ضل حالة الهداية، ووقاهم كيد أهل الغواية، يتركون الباب مشرعا لمن يطرقه طلبا لإذنهم، وما كانوا طوال التاريخ إلا دعاة سلام، علو مقام، أهل وسطية لا يفرطون في الحدود، ولا ينسون تضحية الجدود، ولا يدسون السم في العسل الممدود، لا يفرضون إرادة، ولا يقبلون إملاء، ولا يسعون للهيمنة، ينصرون الحق ويأبون الضيم؛ فنصر الله بهم ونصرهم.

(آل سعود) يفسحون المجال لمناوئيهم يرغون ويزبدون حتى تصطدم رؤوسهم بجدار حلم(ابن سعود) وحينها يطأطئ هؤلاء المتورمون نواصيهم والدماء تسيل يطلبون الصفح ويقلبون أوراق الأعذار فندخل من يشاء الله في رحمتنا، ونلطم من لا نرجوا برأه!!

حتما لم تخف على أسماعنا ولا أنظارنا جعجعة الانتخابات، ولا خطب حماسة الجماهير الملوحة، ولكننا نجهز ذخيرتنا ونمارس حياتنا، لثقتنا بمجيء النهايات على هوانا، بتوفيق الله ثم بثوابتنا التي نعرف من خلالها المفاصل، ونتتبع مواضع الألم، وبخبرة السنين والتجربة نحدد المرض، ونصرف وصفة العلاج ونضعها على رف الواقع حتى يمر عليها المريد متى شعر بوطأة الألم، وعندها لا بد له من الالتزام يمراحل العلاج، والصبر على مرارته؛ حتى تهدأ روحه وتنخفض حرارته؛ لأجل هذا نستقبل فخامة الرئيس (بايدن) وسواه من قادة الدنيا، فنحن شعب أعزنا الله بدينه، وأسبغ علينا أفضاله، واختار لنا صفوة سلطانه؛ فلا نخاف ولا نداهن، ونقول ونفعل.