أوبك بلس تعلن خفض الإنتاج مليوني برميل يوميا قي نوفمبر , ويعد هذا أكبر خفض للإنتاج منذ عام 2020م . لا شك أن قرار خفض الإنتاج شكل (صدمة) كبيرة لأوروبا , ومصطنعة إلى حد ما لأمريكا . القرار يعد بمثابة إعلان حرب بالنسبة للغرب الذي يعاني من أزمة خانقة في الطاقة نتيجة توقف إمدادات النفط والغاز من روسيا , وتأثير ذلك الكارثي على الاقتصاد (عجلة الحياة) . الغرب ينتظره شتاء قارص وطويل جدا. أمريكا لن تتأثر كثيرا فلديها الاكتفاء الذاتي من النفط والغاز . ولكنها لا يمكن أن تتخلى عن هيمنتها على النفط في الدول المصدرة له , لأنه يتم تسعيره بالدولار (العملة المضروبة) , والذي يتم طباعته على المكشوف بدون وجود غطاء ذهبي وبالتالي فهو لا يساوي قرش مصدىء . ولا فرق بينه وبين عملة أي دولة فاشلة قي العالم يعني من سقط المتاع , ومما يؤكد ذلك أنه ومع أن أمريكا تقوم بتأمين جميع احتياجاتها من العالم بالدولار (مجانا) ، إلا أن الدين العام الأمريكي ارتفع إلى (31) تريليون دولار يعني (31) ألف مليار دولار , يعني ثلاثة أضعاف الناتج العام الأمريكي البالغ (10) مليارات دولار وزيادة (دولة مفلسة) . قرار خفض الإنتاج سوف يؤدي إلى ارتفاع اسعار النفط والغاز إلى أرقام فلكية بل وارتفاع أسعار الغذاء والدواء والبضائع عالميا . الغريب في الأمر أن أمريكا التي تطالب أوبك بخفض أسعار النفط هي نفسها التي ترفض خفض أسعار الغاز الذي تقوم بتصديره إلى أوروبا . لا شك أن دعم روسيا كان له دور كبير في إعلان القرار الذي اتخذته أوبك بلس . لقد أثبتت الأحداث أن روسيا حليف أكثر موثوقية من الغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص , روسيا تملك العديد من الأوراق الهامة في الشرق الأوسط . فهي قادرة على لجم إيران وأدواتها في المنطقة (التهدئة) , بينما في المقابل نجد أن الغرب وأمريكا يعملون على تأجيج الصراعات وابتزاز الجميع وعدم تقديم أي حلول . الحرب الروسية الأوكرانية أثبتت مدى أهمية الشرق الأوسط كمصدر للطاقة والتي لا غنى عنه في المستقبل المنظور , بل حتى الطاقة البديلة وبالذات الهيدروجين الأخضر وبقية الألوان الأخرى المتعددة الاستخدامات , المستقبل الواعد ينتظر دول الخليج وبالذات السعودية والتي من المتوقع أن تحتل الصدارة العالمية في الإنتاج (الهيدروحين الأخضر) . حيث تمتلك الصحاري الشاسعة والبحار والشمس الساطعة والبنية التحتية . السؤال الذي يطرح نغسه هل يصمد هذا الإتفاق الذي أعلنت عنه أوبك أم يقوم بعض الأعضاء بالتلاعب بالحصص من وراء الكواليس ، وبالتالي إشعال الصراع في الشرق الأوسط ؟! . عدم احترام حصص الإنتاج أدى إلى اشتعال حرب الخليج الثانية (غزو الكويت) , لا استغرب قي حال نقصه أن توعز روسيا إلى إيران وأدواتها في المنطقة نحو التصعيد . بل وانخفاض أسعار الطاقة بشكل كبير جدا .