الكلام أجمل أغلى من الذهب لأنه يحمل بين طياته معاني عظيمة ورائعة يدخل النفس بدون استئذان ، والكلمة الطيبة تثمر طيباً قال تعالى مخبراً عن جمال الكلمة الطيبة وأثرها في النفوس: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). سورة إبراهيم.
وأناقة الكلام أهم من أناقة الشكل ، وقد تسرق الأنظار بمظهرك الجميل ، أما القلوب فلا يسرقها سوى طيب الكلام ، وجمال الأسلوب وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكلمة الطيبة صدقة ، فالكلام الطيب أغصان تعانق السماء قال ابن عبد البر رحمه الله: ” الكلام بالخير غنيمة ، وهو أفضل من السكوت ؛ لأن أرفع ما في السكوت السلامة ، والكلام بالخير غنيمة ، وقد قالوا: من تكلم بخير غَنِمَ، ومن سكت سَلِمَ ، والكلام في العلم من أفضل الأعمال ، وهو يجري عندهم مجرى الذكر والتلاوة ، إذا أريد به نفي الجهل ووجه الله عز وجل ، والوقوف على حقيقة المعاني “.
ومن هذه الكلمات والنماذج الجميلة التي قيلت لأناس وسجلها التاريخ بمداد الذهب وغيرت حياة أصحابها للأفضل والأجمل وأصبحوا عظماء وعلماء اشتهروا في التاريخ.
1. ” من يَنْشَط منكم لجمع الصحيح ؟ “
قالها الإمام إسحاق بن راهَويه رحمه الله (شيخ الإمام البخاري) في أحد مجالس الحديث، يقول البخاري رحمه الله: فوقع ذلك في قلبي ، خَمسُ كلماتٍ فقط كانت كفيلة بصُنع أعظم مشروع نَفَع الأمَّة.
2. ” أين أنت من الفِقه؟ “
كان الشافعي رحمه الله في بداية حياتِه مهتما بالشِّعر فتمثَّل بيتاً من الشعر ذات مرة، فقال له كاتب: أين أنت من الفِقه ؟ ” غير هذا التساؤل موازين الشافعي وهزَّه فاتجه للحديثِ والفقه وأصبح إمام الدنيا “.
3. ” إنَّ خطك هذا يشبه خط المحدثين “
قالها الإمام البرزالي رحمه الله للعالِم الحافظ الذهبي يقول الذهبي رحمه الله: ” فحبَّب الله لي علم الحديث ” ، فأصبح شمسَ الدين والإسلام ، وعالم الدنيا المشهور.
قال ابن سعدي رحمه الله: “من أعظم المنجيات من النار الإحسان إلى الخلق بالمال والأقوال”.
لا يكلف التلطف بالكلام الشيء الكثير ، ولكن تذكر كم كلمة أسعدتك وأدخلت الفرح والسرور إلى قلبك ، وكم أُخرى عكرت لك مزاجك ، فكن أنت صاحب الكلمة الطيبة الجميلة وبادر في إسعاد الناس ، فالكلمة الطيبة دائم نفعها.
أكرموا من تحبون بكلمات ايجابية جميلة وأفعال أجمل ، فنحن نعيش حياة ودنيا قصيرة جداً ، وأعوامها وأيامها قليلة ، فلا تدرون ماذا تُحدِث كلماتكم من أثرٍ في نفوس والديكم وزوجاتكم وطُلابكم وأبنائكم وأصدقائكم وزملائكم في العمل ومن يسمعكم من الشباب ، ازرعوها فيهم ، واللهُ يرعاها، فقد تخرج عظماء وعباقرة وعلماء ومخترعين وإنجازات وتقوم مشروعات جبَّارة بسببك دون أن تعلم تمضي أنت وقد نسيته ونسيتها وهو لا ينساك.
التعليقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياك الله شيخنا الفاضل
أحسن الله إليك بكل خير وجزاك الله خير الجزاء على هذا العمل الجليل والمتواصل
اترك تعليقاً