تحل علينا مناسبة وطنية عظيمة تحمل في طياتها رموز العزة والشرف، وتسطر في معطفها أفضل كلمة على وجه الأرض كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله التي قامت عليها هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية.

ومنذ تأسيسها عام 1139هـ الموفق 1727م ورمز هويتها يرفرف خفاقاً حاملاً كلمة التوحيد ومتضمناً تقاليدها وخصوصيتها الثقافية الفريدة حيث إن رمزيته ودلالته كانت حاضرة على مدى ثلاثة قرون , وهي تزهو وترفل في ثوب العز والفَخَار بفضل الله وكرمه ثم بمن أرسى دعائم هذا البلد الشامخ جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – أسكنه الله فسيح جناته – على هدي القرآن والسنة حتى أصبحت مضرب المثل الأعلى في شتى الميادين دولة قامت على الحق والعدل والأمن والخير وكل ما يسعد أبناء الوطن ويعلي من شأنهم .

وحافظ أبناءه البررة الأوفياء من بعده على نهجه – رحمهم الله – حتى عهد باني النهضة وقائدها الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – صانع المجد الذي يستشرف المستقبل ويبني تصوراته وسيناريوهاته التطويرية في رؤيته الطموحة 2030م لتصبح مملكتنا العزيزة في مصاف الدول المتقدمة.

وتتوالى الأيام الخالدة لوطننا المعطاء مسيرتها لينضم لها يوم جديد أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – يوم الحادي عشر من مارس يوماً للعلم السعودي .

ويحمل هذا اليوم دلالة واضحة على مدى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله- على إبراز رمز الهوية الوطنية لأبناء المملكة العربية السعودية، بربطهم معرفياً بمضامين هذا العلم الذي له مكانة عظيمة ليس في قلوب السعوديين فحسب .

ولكن في قلوب جميع المسلمين ؛ لأنه مسطر بكلمة الإخلاص ذات القدسية العالية ، فهو لا ينكس لأي حدث كما يحدث لأعلام الدول الأخرى ، بل يبقى عالياً شامخاً بألوانه الجميلة وكتابته الأنيقة التي تدل على العطاء والنماء كشجرة عظيمة أصلها ثابت وفرعها في السماء .

إن العلم السعودي يتميز بتفرده الرائع وجودة تصميمه وانتقائه لمكوناته ( لوناً ورسماً ) ، فحتى لونه له دلالة إيجابية في نفس الناظر ، يعكس أنماط وتقاليد بيئتنا .

فدلالة اللون الأخضر المنعكسة في علم المملكة توحي إلى النماء والعطاء , والاستقرار والطمأنينة ، وكذلك دلالة اللون الأبيض فيه تأكيد على الحقيقية الناصعة والجوهر الأصيل ، والطهارة والنقاء والعفة ، والإيجابية والتسامح والصفاء والسلام ،ودلالة خط الثلث -العربي الأصيل – الذي يمتاز بالمرونة والإبداع في علم المملكة يظهر لنا عن نهج يجمع بين الأصالة والتجديد ، والتركيز والجمال ، ودقة الانتقاء ،وجودة الفن والإتقان .

ويدل اعتدال السيف في وضعه الأفقي على العدل و الوسطية ، ويشير إلى ما تدعو له المملكة العربية السعودية من إرساء قواعد السلام والاستقرار في العالم ، وأنها أرض سلام وبلد استقرار ؛ لكنها –أيضاً – بلد قوة وحماية ، فهي قادرة على التصدي لكل من يحاول المساس بأمنها وسيادتها .

إن علم المملكة العربية السعودية بمظهره الأخاذ قد استطاع – بكل كفاءة واقتدار – أن يصبح رمزاً وشعاراً ممثلاً لهويتها الوطنية.