بقايا ماض

قبل أسبوع كنت أبحث عن غرض ضاع مني وشرعت أبحث عنه في كومة كبيرة من المقتنيات القديمة التي أحتفظ بها، وفجأة عثرت على صندوق خشبي قديم كانت قد أهدتني إياه والدتي الراحلة قبل رحيلها بعدة سنوات، كنت قد نسيت أين وضعته وبحثت عنه طويلا ولكني لم أجده حينها، واليوم بدون سابق موعد عثرت على ما كنت أبحث عنه منذ وقت طويل ونسيت ما كنت أبحث عنه فعليا

عندما عثرت على ذلك الصندوق القديم صرخت عاليا صرخة لم أعد أعرف عنوانها، هل هي صرخة فرح بعثوري على الصندوق؟ أم صرخة ألم لأنني وجدت شيئا كان لأمي ومن أمي؟ هي بلا شك صرخة شريط ذكرى عبرَ سريعا خلال ذاكرتي أرجعني إلى سنوات مضت ولحظات لن تتكرر ولن يأتي الزمان بمثلها.

دائما في حياتنا هنالك أشياء بسيطة ومتواضعة نرتبط بها وترتبط بنا، نتمسك بها لأنها فقط تشكل لنا أهمية كبرى تتمثل بذكرى عبرت خلال أيامنا التي مضت وانقضت لم تكن لا تنسى، قد تكون صحف قديمة أو رسائل ورقية أو كتب قيمة بهت لون عباراتها التي سطرت بها، حتى أنها لم تعد مقروءة وتآكلت صفحاتها واصفرّت أوراقها. تلك الأشياء البسيطة والتي قد تكون عند البعض ليس لها أهمية ولم يعد لها أي قيمة وتصبح مركونة بصورة أو بأخرى على رف مهترٍ علاه غبار الأيام والزمن، ولكن على الرغم من كل ذلك تلك الأشياء رغم بساطتها إلا انها تركت ذكرى منزوية في أركان قلوبنا تأبى أن ترتحل.