قال المحلل السياسي تركي القبلان، إنه تكلم في الفرضية السابقة عن احتمال تبلور هوية جديدة في غرب السودان تؤدي إلى المطالبة بدولة جديدة تكون نواتها القبائل الموالية لحميدتي.

وأوضح تركي القبلان: هنا أجد من الضرورة تسليط الضوء على التحديات التي تقابل الرجل لبلوغ هذا الهدف ، وللحديث عن التعقيدات لابد من التماس مع التكوين القبلي في دارفور وبالذات في قبيلة الرزيقات التي ينتمي حميدتي لأحد فروعها وهو فرع المهرية.

وأشار: هذا الفرع لايوجد فيه المشيخة العامة للرزيقات القبيلة الأم ، وتاريخياً مشيخة الرزيقات في أسرة مادبو وهي أسرة متعلمة ومشيختها تتجاوز 300 سنة، إلا أن حميدتي ومع امتلاك فائض القوة بيده إلى جانب سلطة المال، موضحا: دفع هذا به إلى الطموح في التنافس مع أسرة مادبو ، وحاول يفرض نفسه بقوة المال والسلاح كما فرض نفسه من قبل على إبن عمه موسى هلال زعيم الفرع الأقرب الذي ينتمي له حميدتي وهم المحاميد من أخطاء حميدتي أنه إرتكب جرائم عده في محيطه القبلي بالقتل والتخويف بالسلاح ومن جانب الاغراء بالمال.

وأشار: وكذلك الاعتداء على الأراضي والممتلكات والتضييق على الناس لاخضاعهم لسلطته ونفوذه ، البعض لم يقاوم وإنما الانزعاج والرفض الداخلي موجود متى ماسقطت ورقة حميدتي سيبدأ القصاص منه من قبل الجميع، مشيرا: إذا ما قلنا أن من أبجديات الهوية لكي تصنعها صناعة كمعطى جديد لضمان الالتفاف حولها هو السلم الاجتماعي وإيجاد عقد إجتماعي ينظم علاقة الناس بعضها ببعض ، ويوضح مالها من حقوق وما عليها من واجبات ، وفي ظل منهجية حميدتي التي ذكرتها سلفاً فإن هذا الأمر مفقود ، هذا يفضي إلى أن حظوظه في تشكيل هوية جامعة وبالتالي تشكيل دولة تواجهها هذا التحدي.

وأضاف:إنما أبناء قبائل دارفور بصفة عامة أصبح لديها طموح في حكم السودان بأكمله ، وهذا نتيجة أن غالبية أركان الحكم بعد استقلال السودان تركزت في أبناء الشمال وسيطروا على مفاصل الدولة والجيش ، وهو عائد لنتاج حظوظهم في التعليم أكثر لأن تركيز الانجليز أثناء فترة الاستعمار أنصب على الشمال أكثر وبالتالي كانت جاهزية أبناء الشمال السوداني أكثر لتسلم السلطة والانخراط في الحياة المدنية.

وتابع: بعد توسيع قاعدة التعليم فيما بعد أعطيت فرصة لبقية وجهات السودان في أغلب الولايات لأن يكتسب أبناؤها فرص تعليم متكافئة ، هذا عزز طموح قبائل دارفور وبعد التهميش السابق كتحقيق رضا إجتماعي وإشباع حالة الطموح التنافسي على السلطة، مشيرا: بين الفرضية السابقة وهذه الفرضية أجد التقاطع بينهما يتبلور في الطموح إلى السلطة سواءً الانفصال أو حكم كل السودان ، قد يتحقق في ظل مغذيات خارجية تحرك هذا الطموح ، حيث تقرأ هذه القوى المشهد بتفاصيل تناقضاته للدخول مع تلك الثغرات وذلك لتحقيق أهدافها ومطامعها.