تابعت مؤخرا أحد المسلسلات وشدني حينها حوار في أحد المشاهد لبطل المسلسل وهو يحاور ابنته في المشهد

حينما قال: “يا بنتي الناس بتبان في الخصام والبعد والخناقات، ‏سيبك من الشوية الحلوين اللي في الأول دول، ‏هتعرفي أصل كل واحد لما تحطيه في ضغط، ‏لما تعتمدي عليه أو تبيني له نقاط ضعفك، ‏ساعتها هتعرفي الشخص ده على حقيقته.”

الحياة عبارة عن مشاهد كثيرة نعيشها يوميا باختلاف الأدوار التي نتقاسمها فيما بيننا كبشر. هناك مواقف عبرت قلوب الكثير من الناس تخص الإنسانية من وفاء وعهود، ود وإخاء انقلبت إلى خيانة لتلك العهود. يقول مصطفى الرافعي: “لقد أنزلته من درجة أنه كل الناس، إلى منزلة أنه ككل الناس.”

للأسف الشديد البعض من الناس يكون في حياتك تجعله عزيز وتتخذه قريبا وتنزله منزلة خاصة في قلبك، وفجأة وبدون مقدمات يغادرك عند أول مطب أو مشكلة تحدث لك، أو أزمة عابرة تتخلل حياتك، أو لعدم منفعة مرجوة منك باختصار. مع كل أزماتك تلك التي تعرضت لها لم تعد مهمّا لديهم، أمثال أولئك كثر في حياتنا ويعبرون من خلالنا، هم من يختلقون أسبابا وأعذارا واهية حتى يغادرونا عندما ينسجون قصصا كاذبة لتبرير حجة المغادرة، خائنو العشرة لا عهد لهم ولا ميثاق، ومهما حاولوا تبرير حجج الغياب إلا أنها مكشوفة أمامنا ولكن تظل حكمة الله في ذلك فهو من بإرادته من أخرجهم من حياتنا لأسباب لا يعلمها إلا هو لذلك لا بد أن نطبْ عيشا برحيلهم.

بطبيعة الحال كل ما نمر به من مواقف وظروف نتعلم منها الكثير من الدروس وتسقط حينها الكثير من الأقنعة، في ليالينا الحالكة تظهر نجومنا كما يقال، والضراء تعلمنا وتبين لنا صدق المشاعر ومعنى الوفاء. نحن الآن وصلنا لمرحلة التصفيات حيث يبقى معنا المخلصون فقط لآخر الطريق. بلا شك الناس ما هم إلا حيطان مائلة لا تحاول أن تستند عليهم مهما يكن.