نحن البسطاء لا نعرف الكثير عن الذكاء الاصطناعي وخلفياته، وربما نجهل الكثير من دهاليزه التي لا حصر لها، فيا ترى ما مصلحة الشعوب من هذه النظم المعقدة التي ستقضي على الملايين من الوظائف على المدى الطويل فيما لو نجحت هذه الآلات بنظمها البرمجية الدقيقة؟!.
ما مدى خطورتها على الأمن القومي؟ طالما أنها من صنع البشر فمهما أحيطت بالحماية فإنها معرّضة للاختراق وربما يتم تحويلها إلى أدوات تدميرية، قال المحلل الإيطالي بيركاميلو فالاسكا: إن الذكاء الاصطناعي ليس خطيرًا في حد ذاته، فهو مثل أي ابتكار تكنولوجي، إلا أن إساءة استخدام هذه التكنولوجيا هي الخطر بحد ذاتها، هو تحوّل تاريخي خطير وأيّ تحوّل له رابح وخاسر وربما خسارته فادحة.
فقد علّق خبراء مستقلين طالبين التوقف المؤقت للمقترح الذي يهدف لتطوير وتنفيذ مجموعة من البروتوكولات المشتركة لأدوات الذكاء الاصطناعي الآمنة.
وقالوا يمكن أن يمثل الذكاء الاصطناعي المتقدم تغييراً عميقاً في تاريخ الحياة على الأرض، ويجب التخطيط له وإدارته بما يتناسب من العناية والموارد.
وأضافوا لسوء الحظ لا يحدث هذا المستوى من التخطيط والإدارة، وشهدت الأشهر الأخيرة سباقاً بين مختبرات الذكاء الاصطناعي خرج عن نطاق السيطرة لتطوير ونشر عقول رقمية أكثر قوة لا يمكن لأحد -ولا حتى منشئيها- فهمها أو توقعها أو التحكم فيها بشكل موثوق.
وأضافوا يجب على الحكومات أن تتدخل وتؤجل تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي إذا لم يتوقف عمل المختبرات في القريب العاجل.
في بادئ الأمر نعرف عن تلك النظم انها لا تعرف المحاباة، ولا الشفاعات، ولا المرونة في الأخذ والعطاء، ولا ينفع معها رمي العقال والشماغ عليها في أيّ غرض نطلب منها تجاوز أو تخفيف بعض البنود، ولا ينفع معها فيما لو مدحوها أو ذموها الشعراء بما تجود به قريحتهم الشعرية، غير آبهةٍ بالوعيد، لا تراعي مسنّاً ولا أرملةً، ولا وجهاء وأعيان وأصحاب (بشوت)، بل كل البشر عندها سواسية ما لم يتدخل الانسان(المُفسد) في نظمها البرمجية.
على الأفراد الفوضويون أن يدركوا جيداً أن التهور عند أوّل صدمة وثورة الغاضبين في وجه أي جهاز ذكاء اصطناعي غير مجدية وستصبح مُضِرة، فقد تودع الثائر الغضبان دار(أبو زعبل) وربما يُكلف بدفع قيمة هذا الجهاز الغالي الثمن الذي حلّ محلّ الانسان البشري فيما لو قام هذا الثائر الغاضب بإتلاف هذه الآلة أو الاضرار بها.
كلنا ندرك أن خدمة العلوم التقنية رائدة في تنظيم الحضارات المعاصرة وازدهارها وتنظيم شئونها بعدالة تُرضي الجميع، نسأل الله لنا ولكم التوفيق ولوطننا الغالي الأمن والرخاء وكافة أوطان المسلمين.
التعليقات
اترك تعليقاً