موضوعٌ شائك ومتشعبٌ، يتوسعُ تارات وينحصرُ تارة، التعامل معه محيّر، إن سايرته أودعك الهاوية، وإن قاومته شوّه سمعتك، خيارين لا ثالث لهما وكلاهما يبعثا على عدم الاستقرار، إما مسايرة القطيع للغرق، وإما تمرداً ينبذك خارج دائرة الرضا، كلاهما معاناة تنذر بجلب الشيخوخة وأعوانها مبكراً، الاستقلال هنا باهظ الثمن، إما أن تستسلم فتنغمس في الفقر، وإما أن تتمرد فتتلوث سمعتك.

عندما تضيق بك السبل فلا تدري أتتهم الحياة، أم المجتمع، أم بهماً معاً؟! هنا البحث عن حياة مستقرة كطرد السراب تراه ولا تناله، هناك تائهون وهم منقسمون ما بين البحث عن رضا المجتمع، وما بين البحث عن السلامة منه، الرحيل من البيئة المجتمعية، وتغيير النشاط إن أمكن ربما هو الحل، وربما لا..!! كان الله في عونكم يا أصحاب المراكز القبلية والأعيان عندما تكونون وجهاً لوجهٍ مع (المغسولة وجوههم بمرق)، الذين يعزفون على وتر القبيلة، ولديهم أنماط وسلوكيات معيشية تفوق إمكانياتهم المادية، وكل ما سبق على حساب الذين يدفعون مقابل حماية مكانتهم الاجتماعية من أيّ خدش.

كان الله في عوننا نحن نخاف نقد المجتمع، ونحسب له ألف حساب، فيا حظ الذين لا يستحون!! فمن خلال هذه الثغرة ارهقوا المتحسسين، وخلخلوا دوائرهم المالية، ربما هنا: المؤيد، والمتحفظ، والحائر، والمستسلم، فأنت أيها القارئ من أيّ الأصناف أنت..؟!