تأخر الزواج في هذا العصر من المشاكل الكبرى التى تواجه المجتمعات في العالم ، وترتب على ذلك فقدان الطمأنينة والراحة النفسية ، والسكينة والسكن ، والمودة والرحمة للشباب والبنات ، وتأثر البنات أكثر بهذا الأمر مع كثرة المغريات ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمخاطر التي تجعل الفتاة تعيش في حيرة وقلق واضطراب نفسي ، وهموم وغموم وأحزان ، خصوصاً عندما ترى قريباتها من بنات الأخوة والأخوات ، والخالات والعمات أو زميلاتها في الدراسة قد تزوجوا ، وبقيت هي تنظر يمنة ويسره تنتظر العريس وفارس الأحلام ، ومع تقدم العمر بالفتاة وتجاوزها سن الثلاثين عام يقل نسبة الخطاب والعرسان لأن أكثر الشباب يرغب في الزواج من بنت يكون عمرها في العشرينات من العمر ، فتقل فرص الفتاة في الحصول على عريس وتبقى عانساً تحمل هي وأسرتها الهموم والغموم والأحزان ويزيد قلقهم ويضيقوا ذرعاً بفوات نصيب بنتهم من الزواج ، والحل يا كرام أن يبحث الأب أو الأخ عن عريس صالح يخطبه لبنته أو لأخته أو لقريبته وهذا ليس عيباً أو نقصاً بل هو السنة وفيه اقتداء وتأسي بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وبالصحابة رضي الله عنهم والتابعين والصالحين رحمهم الله في خطبتهم الرجال الأكفاء لبنتاتهم وأخواتهم وقريباتهم
ومن هذه القصص المشهورة:

عرض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنته حفصة رضي الله عنها عرضها على أبو بكر الصديق وعلى عثمان رضي الله عنهما رجاء أن يتزوجها أحدهما، حتى تزوجها النبي ﷺ.

وكذلك عرض صاحب مدين لموسى عليه السلام أن يزوجه إحدى بنتيه قال تعالى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ). القصص آية: ٢٧.

وتفسير هذه الآية: “إني أريد أن أنكحك الآية فيه عرض الولي بنته على الرجل ؛ وهذه سنة قائمة ؛ عرض صالح مدين ابنته على صالح بني إسرائيل ، وعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وعرضت الموهوبة نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فمن الحسن عرض الرجل وليته ، والمرأة نفسها على الرجل الصالح ، اقتداء بالسلف الصالح” . تفسير القرطبي.

وكذلك عرض سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- تزويج سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله-مرتين عندما كان موظفاً معه في الإفتاء قديماً ويقول دائماً يسألني الشيخ ابن باز هل تزوجت يا شيخ عبدالعزيز ويقول لي نبحث لك عن زوجة تسعدك وهذه القصة ذكرها سماحة المفتي -حفظه الله-.

ولا يقل أبو البنت أو أخوها أنا ما جاءني خطيب يخطب ويدق الباب أقول لكم ألتمسوا أنتم وأبحثوا عن زوجاً صالحاً لبناتكم واخطبوه لهم وزوجوه بهم وهذا الأمر لا مانع منه فخيار الأمة وصفوتها كانوا يخطبون لبناتهم من يصلح لهن من الرجال بل يستحسن ويستحب أن تختار لبنتك أو أختك من ترضاه لها وتعرض له ذلك ، ثم هناك من يحذر من تزويج الكبير من الصغيرة والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وهو كبير السن وهي صغيرة السن تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من خيرة نسائه وهو القدوة للعالمين ، كذلك يوجد من يؤخر زواج بنته أو أخته أو قريبته بحجة أنها ستكمل الدراسة أو أنها موظفة تعطيه راتبها وإذا زوجها انقطع عنه ذلك المال فهو يستغلها ويأكل مالها ، أو أن المرأة أو الفتاة تفتن بالوظيفة وبالراتب وبالدراسة ولا تدري ماذا يفوتها من الزواج الذي به صلاحها وفلاحها وخيرها في الدنيا والآخرة تقدم الوظيفة والدراسة واكتساب المال الذي لا يعوضها مهما بلغ لا يعوضها عن الزوج الصالح ، فتنبهوا لهذا الأمر ، ومن المعوقات عن الزواج كثرة التكاليف والطلبات التي تثقل كاهل الزوج وتوقعه في الديون وتسبب الطلاق في المستقبل من غلاء المهور وإقامة الحفلات والولائم الكبيرة التي لا يستطيعها كثير من الرجال ويكون ذلك سبباً في تأخير الزواج وأعظم النساء بركةً أيسرهن مؤنه فيسروا الزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه أو أمانته وخلقه فزوجوه) ، ولم يشترط لذلك مبلغ من المال أو عدد من المال حتى أقل القليل يكون مهراً للمرأة لأنه ليس المقصود من الزواج هو تحصيل المال وإنما المقصود تحصيل الزوج الكفء الذي يصلح به شأن المرأة وتعيش معه حياة سعيدة مستقرة.