مؤخرا توصلت لحقيقة لا تقبل الشك، بأنه كلما كنت شخصا حقيقيا ومتمسكا بقيمك ومبادئك وأخلاقك ومقامك وطهر قلبك وأسلوبك وشخصيتك وعفويتك، وإنسانا في أفعالك وأقوالك وغير متصنعٍ ولا متكلف كلما كثر أعداؤك وكثر حسادك باتوا يحسدونك على نفسك النقية المتسامحة والتي لا تخنع ولا تخضع ولا تنافق مثلهم، فقط عندما تكون حقيقيا سوف تأخذ بطبيعة الحال الاتجاه المعاكس لمسيرة القطيع التي تسير بتجاهك.

قناعة رفضك لارتداء قناع لا يعبر عن شخصك وظهورك بصورة منافية لحقيقتك، سيضطرك لأن تسلك طرق متعرجة وغير واضحة المعالم وحدك؛ لأنه بكل أسف ليس هناك من يشبهك في تلك المبادئ والقيم التي تتقلدها، ولكن تيقن دائما أن تلك الطرق التي سلكتها وحيدا هي الطرق الصحيحة مهما كانت شدة وحشتها وظلمتها، ذلك النور الذي تحمله بقلبك سيكون سراجك الذي ينير لك طريقك وحتما ستتجاوزها بأمان وبتوفيق من الله جل في علاه.

من الجميل والمبهر أن تكون نسخة وحيدة من نفسك أنت فقط ولا تشبه أحدا.

كل ما بك يكون مختلفا ومميزا ولك ثقل ملفت، أن تكون ندرتك فيما تتحلى به من جمال روحك ومفاهيمك، ليس المهم أن تكون ثابت الوجود فذلك أمر اعتيادي، المهم هو أن تترك خلفك علامات مشعة مجهرة الإضاءة وأيضا مميزة في حياة الآخرين، فذلك هو الأمر المدهش والاستثنائي بكل المقاييس.

اطمئن، فأنت ستحيا محلقا كالطير، لن يشعر أحد بوجودك ولن تسعى لذلك،

لن تشعر بالخيبة حين يهدم لك عشا أو تقتلع الرياح فروع طمأنينتك.

سترتفع حتما بفضيلتك، وبخصالك الحميدة ﻻ ﺑﺠﻤﺎلك، ﻭﺑﺄﺩبك ﻻ ﺑﺜﻴﺎبِك الأنيقة، وبقيمك لا بنفاقك وتملقك.

‏فقط عش وانعم بتوهجك الذي يميزك عن الكثيرين حولك.

فقط كن حقيقيا.