في موقف بطولي ليس جديد على سيدات الوطن، تمكنت فتاة في رجال ألمع من إنقاذ أشقائها لتلقى مصرعها بعد أن هوت بها المركبة التي كانت تقل أفراد أسرتها من أعلى جبال حسوة برجال ألمع، لتستقرّ في منحدر أسفل الجبل صورة من التضحية بذلتها الفتاة “ريما”؛ ليعيش من حولها وتصعد روحها إلى بارئها.

وتفصيلاً، تعرضت أسرة عسيرية لحادث مؤلم حيث أنها قدمت من الرياض لتقضي إجازتها في المنطقة الجنوبية، وتحديدًا بجبال حسوة برجال ألمع.

وفور وصول الأسرة إلى قمة تلك الجبال الشاهقة توقف الأب، وترجل من السيارة ومعه أحد أبنائه بعد أن أحكم إيقافها، إلا أنه سرعان ما أخذت المركبة في الرجوع والاتجاه نحو المنخفض لتقوم الأخت الشهمة والمحبة لأشقائها “ريما بنت مناع راشد”، في موقف بطولي بالقذف بأشقائها الثلاثة، الذين كانوا معها داخل المركبة، واحدًا تلو الآخر لينجو شقيقتان لها، ويصاب أخ لها ويرقد في العناية المركزة، فيما تلقى هي مصرعها في الحال.

وتأتي هذه التضحية الكبيرة على الرغم من أنها كانت على الباب وبإمكانها الخروج، ولكنها جعلت كل همها نجاة أشقائها لتسقط السيارة من أعلى الجبل وبداخلها جسد “ريما” وأخيها الصغير الذي كانت تصارع لإخراجه، ولكن القدر كان أسرع وسقطت المركبة من رأس الجبل لتستقر في هوة عميقة يصعب الوصول إليها.

يُذكر أن ريما مناع راشد خريجة هذا العام، وكانت تتدرب بمدينة الرياض في “مطار الملك خالد”، استعداداً لكي تقوم بمُباشرة عملها في نفس المطار.