وجه بعيد داعبت أساور ورده الخرساء حافة نبضه فنامت عيناه في جوف سفر بليد.حاول أن يتشبت بحصى الصدى بعد لحظة صمتٍ مدلله لم تخشى حيرة الوقت أو شظايا أحلامه النادره في جوف جلد هزيمته..

زمنه الآتي من لغة الماء عزف بنزيف مختبىء على أوتار لياليه حتى كادت مسامعه تئن لميلاد نائم على شهوة الإحتفال الذي ربما قد لايراه حاضراً في محيط جمعه الغفير وكيف يكون له ذلك وهو غائب في الكهف يبحث عن المكان وهو المكين !.

فلحظة مشرئبة عنانها سماء صافيه انغرست بأضلع طليقه منتصبه أمامه دعته دون وعي منه بأن يقفز إلى الفضاء الهاوي إلى فراغ الفجر الوليد فذلك البريق في عينيه لم يطفئه الزمن المتلعثم حينما خرج من استكانته يتخبط في تجاعيد المدينه متأبطاً من كانت تمده بأوردة الحياة !.عدة قلائد مضيئه يحملها معه إلى حيث يرغب أن يستريح..

غضب سرمدي ينشره على ذبول وجهه يحمل تقاسيمه بذهول معه أينما تدرج قدماه إلى درجة ضيق الحيلة والتعجب.. ممن ياترى؟ سؤال طويل تثائبه خامل فارغ لايهدأ غير مطمئن لم يجد فرصة البحث في هديره يرزح تحت وطأة تفكيره لعل في تلك الأوجه العتيقه التي تنهمر أمامه ومن ورائه وفي مداره نقطة معين تمده عما يبحث عنه.

سارع في خطاه على غير ما اعتادت به موانئه وقد شخَّص قبل ذلك نظره إلى من كان في تلك الشرفات البارزه بخجل ربما كان يخشى في تلك البارقه العابره من خديعة الإنمحاص التي اعتاد عليها أو ربما من حقيقته المتربصه به أحيانا ً بالرغم من صلابة أروقة الظل في الأسقف التي كانوا عليها يلهون بتبخترٍ غير منثور في مخبأه ذات اليمين وذات الشمال بالرغم من اضائتها الخافته الباهته وبهجة مراكنها الفرحه التي كانت تمده بالدفء كل الدفء لتلك الأزهار والورود التي كانت مزروعه بإنتشاء في جوفها.. لم يحدث ماكان يخشاه آنا ذاك ..

وجر معه خطواته الثكلى الثقيلة إلى حيث ماكانت وجهته مجروره بإرادته وإن كان يتمنى بشغف أن يراها قاحله من أعينهم أو أنوفهم أو حتى جبهاتهم وبصماتهم .كان يشتهي أن ينظر إليها وهي مغطاة برداء الليل وحيدة فقط مع جدائلها الغجرية الفطرية التي تُشع جمالاً وفتنه وهي في تلك البوتقات البرنزيه المتَّشِحه بالخضره والمنثورة بألوان الطيف ..

تلكأ قليلا ً وهو يحاول أن يمسح عن جبينه ذرات الماء المالح التي انهمرت عليه وهو بعيد عن المنتصف بالرغم من ذلك النسيم العليل الذي كان يداهمه بين الفينة والأخرى ويحاول أن يغتاله بشوق من بين كل العابرين.

أستمر يعبر بجسده في وحدته بالرغم من انصهار ندوب الحياة عليه بكل رفق واتجه بكل ارتعاشاته الحازمه إلى حيث ماكان يجلب له السرور والفرحه عن بعد فاراً بوريقاته المعدودة أو ربما المعدومة من أطراف الحقيقه..حاول وهو كذلك أن يتعجب..سؤالٌ يموء بظل ثقيل يدور في مخيلته..

وقف قليلاً ونظر إلى ذلك الفراغ الذي يأمل أن يكون فيه وقد رآه شاحباً كالشمس في فصل الشتاء نظر إليه بأبعاد ثلاثية واضحة ربما تبث في النفس البشرية السوية الرعب والحيرة وهو يتأمل تلك الأبدان المجدورة الضخمه غير الهامدة والتائهه والتي تعبر تلك الأزقة الضيقه وهي محشورة تبحث عن لقمة آتية في تصفية شاملة بالرغم من حقيقتها الغائبة ومن أحلامها الضائعه وإذا حازت التعجب على رضاه وبلغ مداه فهل يكون ذلك نظيرٌ عادل في ظل آمالنا الآفلة وبقعة عظام رؤسنا القاحطة ؟ أم أنه الخنوع ببسمته المُقيتة يقرع باب يأسنا وهو يئن بنكدٍ طويل تحت أسياخ التأويل وثرثرة الرجاء والتمني أم أنه صدى الضمير المُستتر والشاذ عن مناداة الريح وصوت المطر عن مناداة الصمت وهو بالكاد يعبر من بين الشفاه حاملاً معه كل أجفان البحر..

تلك الأجفان التي يُفتت رماد ليلها زغردة الطين وأنين الحجر.. يفتتها شهوة الأزهار للغيم في جسم الشجر.. ولا دهشة بعد ذلك … ربما … ولا أثر !!!