لماذا جماهير الأهلي يا إدارة ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة هي الوحيدة التي تتذمر؟ .. سؤال مُهم لابد أن نجد له جواب رغم أن هذا الجمهور هو مفخرة للجماهير السعودية وهو الجمهور الوحيد الذي له جمهور ليس على المستوى المحلي بل حتى على المستوى الخليجي والعربي وأهازيجه متداولة خارج نطاق الحدود ويمتاز بالتجديد والتنويع والإبداع في فعالياته وأهازيجه وأنغامه.

من المؤلم والمحبط أن يكون لكل مشروع ناجح أعداء يحاولون تشويه العمل وإظهار المشروع بطرق لا تليق بالدعم الكبير الذي تقوم به حكومتنا الرشيدة متمثلة في النهضة الرياضية الكبيرة وما تبذله من مليارات لدعم الشباب السعودي وخصخصة الأندية والاهتمام بالدوري ومنافسته لأقوى دوريات العالم وتحقيق رؤية المملكة 2030 في المجال الرياضي.

ولعل ما رأيناه من غضب عارم من جماهير النادي الأهلي بعد مباراة الأهلي والأخدود وانتقادات جبارة للقائمين على إدارة الملعب وتصرفاتها مع رابطة المشجعين من واقع الفيديوهات الموثقة التي أطلقتها بعض الجماهير عن كافة الصعوبات التي واجهتها قبل وأثناء وبعد المباراة من تنظيم سيء ومنع لبعض وسائل التشجيع التي شاهدناها متوفرة في ملاعب أخرى وفي مباراة الافتتاح للدوري وتصريح المهندس بدر تركستاني رئيس رابطة النادي الأهلي الذي كان مُستاءً جداً من اختلاف الإجراءات والتنظيمات من مباراة لأخرى ومن ملعب لآخر رغم أن جميع الملاعب تقع تحت إدارة وزارة الرياضة.

تسببت في عدم تقديم الرابطة لأي فعاليات كانت مُعَدَّة مسبقا وكلفت الرابطة ميزانية ليست بالقليلة لمباراة في الدوري الذي أصبح محطَّ أنظار كثيرا من دول العالم، وأصبحت منافسة الحضور الجماهير تُضاهي أكبر دوريات العالم ناهيك عن أهازيج النادي الأهلي المميزة وفعاليات جماهيره التي كانت وجه مُشَرِّف في افتتاح دوري روشن وأشعلت المدرجات بالشماريخ والأعلام الخضراء والحضور والفعاليات والأهازيج.

تَحَدَّثَتْ عنها كثير من القنوات العالمية والإقليمية والمحلية والصحف العالمية وتصدرت صور مدرج الأهلي السعودي على صحيفة الجارديان الشهيرة لهذا الجمهور الاستثنائي الذي أشعل منافسات التشجيع بين الأندية وشَجَّعَ كثيرا من جماهير الأندية الأخرى للحضور والمنافسة وتطوير وسائل التشجيع التي تنعكس إيجاباً على سمعة الدوري السعودي وقيمته السوقية وحقوق النقل التلفزيوني وجذب أفضل وأجود اللاعبين المحترفين عالمياً له وجعل القطاع الرياضي وخاصة كرة القدم قطاعاً جذاباً للاستثمار.

ورسالتي من هذا المقال هي موجهه لمعالي وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل والتي لا نتهم فيها أحداً ولكننا نطالب بتشكيل لجنة للقيام بالتحقيق في جميع الملاحظات والشكاوي والاختلافات التي حدثت من إدارة ملعب الأمير عبدالله الفيصل عن الملاعب الأخرى ومن يقف خلفها ومعرفة الأسباب التي أدت لإظهار مباراة كانت من أجمل مباريات الحضور الجماهير وأكثرها عدداً (وتصدرها الأهلي بحضوره الأول) بهذا الشكل غير المرضي لجماهير الأهلي ورابطة مشجعيه وكل من تواجد في الملعب وحضر من أجل الاستمتاع بمتعة الدوري السعودي وجماله ومواكبة التطور الرياضي العالمي الذي هو جزء من مشروع رياضي يسعى لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ومنها إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي وتحقيق اقتصاد رياضي مستدام ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية والجهات التي تخدمها وتطوير البنية التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية والتي تنعكس إيجابياً وليس سلبياً على تجربة الجماهير في الملاعب الرياضية، وتزيد من إيرادات رابطة دوري المحترفين.

وأخيراً كل ما نتمناه هو سرعة عمل اللجنة المُكلَّفَة بالتحقيق في هذا الموضوع خاصة وأن المباريات في دوري روشن للمحترفين لا يفصل بينها سوى أيام وتحتاج لوضع اليد على مواطن الخلل ومعالجتها بأسرع ما يمكن وعدم ترك مجال للميول الرياضية في التدخل وفرض لوائح غير معتمدة، وتلافي السلبيات التي تقع في المباريات وخاصة المكررة منها وفي رأيي الشخصي حبذا أن تكون هناك لائحة مُوَحَّدة ومكتوبة لجميع الملاعب تشمل جميع المتطلبات والإجراءات والممنوعات وتوزع نسخ منها على روابط الأندية السعودية لتلافي حدوث ذلك مستقبلاً والقضاء على الاجتهادات الفردية غير الموفقة.