في الثالث والعشرين من سبتمبر ١٩٣٢م تم اطلاق اسم المملكة العربية السعودية على هذا الكيان العظيم الذي وحده المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز ، ثلاثة وتسعون عاماً مرت على ذلك الحدث الذي غير مجرى التاريخ واعاد تشكيل خارطة العالم في زمن كانت خارطة الشتات تتغوّل ودماء التناحر على السيادة مداداً لصفحات تاريخ كتبته الظُلمة وتبارت في سجالاته الغوغاء ليكون التشتت والنِزاع الحاضر الاقوى مشهداً والظل الأبعد امتدادا فالتقطه الطامعون في خيرات البلاد فاذكوا ناره وجندوه لمصالحهم .
وكان الخوف هاجساً مرعباً لم تنجو منه حتى افئدة الطائفين ببيته العتيق والجهل غول جاثم بوطئة قاتمة تعبث بمآلات العباد ،حتى نفخ الله في همة عبدالعزيز استعادة ملك اباءه واجداده ومدّه بسيف ارادته ليوحد القلوب والبلاد وينهي حالة التشرذم وتكريس الخرافة لاقتياد الدهماء والتحكم بمصير الارض والانسان .
وارتفع بيرق التوحيد من جديد بعد غياب امتد لقرون لم تنضوي فيه الجزيرة العربية تحت راية واحدة ، وامتد النور وتطاول البنيان واصبح للمجد وطناً هو المملكة العربية السعودية وللمُلكِ رجال عظماء رسموا وجه الوطن على صدر المجد ملكاً بعد ملك و حتى اعتلى سلمان الحزم ناصية القرار وتسنم محمد بن سلمان قيادة البلاد (عضدا وعوناً لخادم الحرمين الشريفين ملك البلاد ) ليهبها القوة ويمنحها الشباب وليغيرنا وواقعنا ويمضي بنا صوب السماوات العلا وليجعل ماكُنّا نعدُّه مستحيلاً ممكناً وليجعل ماكان ممكناً للاعداء مستحيلاً .
جاء محمد بن سلمان يحمل احلاماً ورؤى ووطناً يفوق كل التصورات ، وطناً يصعب تحقيقة في ظل راهنٍ يشبه الى حد بعيد خيلاً قوياً جامحاً مكبلاً بالسلاسل في حجرة من مرايا صدِئة ، فكسر القيود واخرجنا من قوقعة ادمان النظر لأصابع اقدامنا والاعتقاد المزيف بخصوصية ارهقتنا بحمولاتها التي تشد عباءة الوطن للوراء كي لا يتجاوز مسقط نظرِه وان لا ينفتح على سواه ، لنتعاطى مع الحياة بثقافتنا الذاهبة في اطناب التاريخ بانسجام واعتدال ، ومعتقداتنا الراسخة في وجداننا الوطني وارسل دماء احلامنا لمعارج الضوء .
وحطم محمد بن سلمان افكار الظلام وخونة الاحلام وجفف مستنقعات نقيق الضفادع ، واجهض حمل كل المآلات السوداء التي كان ينتظرها المتربصون بالبلاد ، اولئك المتشبثون في استعلاءٍ باجندات الخراب ، اولئك الذين عطلوا ساعاتنا وغيّبوا احلامنا وصادروا فينا الوطن ، وضع محمد بن سلمان رؤيته العملاقة الحالمة (٢٠٣٠ ) فكانت البوصلة التي احتشد الجميع خلفه باتجاهها بعد ان كان مسارنا خبط عشواء و بلا نهايات وارفة ، كانت الرؤية حلماً عملاقاً وخارطة مسار قادها بهمة للقمة ، محمد ابن سلمان الذي يؤمن بان السياسة متغيرة لا ثابت فيها الا ثابتاً واحداً انها متغيرة لا تثبت ، وان مصلحة البلد فوق كل شيء فغيّر ما توهمنا انه ثابت لا يتحول واطلق الجياد في سباق لا يتوقف لتحقيق الاحلام التي أُجِّلت طويلاً بفعل الإختطاف المؤدلج ، واستعاد فُرصاً للنمو وازدهار الوطن والمواطن أُهدِرت سابقاً .
وفعّل مقدرات الوطن الكبيرة التي كانت تنام على ضفافه ملء عيون الحاسدين وجفافاً في حناجر الحالمين ، وخاض مخاصاتٍ جيو سياسية عميقة رتبت التحالفات مع الدول الكبرى لمصلحة الوطن ، فصنع وطناً شامخاً متعالياً بسمو بمقدراته المذهلة وحاشداً لطاقات شبابه في ورشة عمل كبرى بامتداد خارطة اخضرارة وفي كل اتجاهات السمو ، وهانحن اليوم في احتفالاتنا بيومنا الوطني (٩٣ ) نفخر بوطن هو الاكثر والاسرع نمواً على مستوى العالم وطناً يهرول اليه المختلفون معه قبل الاصدقاء لمد جسور التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية العالمية بهيمنة سعودية ، وطناًً يهز العالم بقراراته ويغير مجرى الاحداث و القضايا الساخنه بمرئياته ويفاوض بقوة يفرضها واقعه الجديد الذي قفز فيه الى مراتب متقدمة جداً في مؤشرات النمو واستدامة التنمية وجودة الحياة ومختلف المؤشرات العالمية الدالة على كفاءة وقوة الاداء الحكومي في ادارة البلد .
وهاهي ذي المملكة العربية السعودية تقود العالم لانسانية أرحب وفق منظارها التنموي للعالم اجمع وهاهو ذا وطننا العظيم يقود اجتماعات ساسة العالم على كل المستويات لحل النزاعات و قضايا العالم المتشابكه والمربكة للمشهد الدولي ويحتضن وينظم المناسبات الدولية بنجاح لافت ويبني مدناً عظيمة للمستقبل لم يشهدها العالم من قبل حتى اصبحت السعودية مقصداً عالمياً واستقراراً فريداً أقرت به النخب واذعن له حاملوا وهم الاجندات المغايرة .
إنها المملكة العربية السعودية قصة القرن كما وصفها قائد الرؤية وعراب الحلم الامير الشاب المتقد فكراً وطموحاً في لقاء سموه الاخير مع قناة (fox news ) الامريكية .
وتأتي ذكرى يومنا الوطني المجيد ونحن نشهد في كل يوم خطوة واسعة للحلم ومنجزاً للفخر ، يجعل كل مواطن سعودي يفخر بوطن شامخ لفت انظار العالم وقيادة عظيمة همها الاول مصلحة الوطن ورفاه المواطن .
وطن عظيم يحلم و يحقق ومواطن نبيل ادهش العالم بصدق المواطنه وشرف الانتماء . ولا زال البناء مستمرا لغدٍ اكثر شروقاً وقوة وثباتاً اينما يممت احلامُك وجهتها في وطن يتسع لكل الحالمين .
كل عام وانت ياوطني ضياء للانسانية والهاماً لكل حضارة بشرية على وجه الارض .
التعليقات
اترك تعليقاً