دوماً ما يتبادر إلى أذهاننا سؤال بسيط وهام وقد كتب عليه مجلدات وآلاف المقالات والأبحاث في محاولة للإجابة على هذا السؤال وهو: كيف تبنى الدول العظمى ؟

لست هنا بصدد الإجابة الشافية الكافية بل على العكس أنا أحاول طرح جزء من الإجابة حسب وجهة نظري الشخصية وأعتقد أن الكثيرين ربما يتفقون معي في هذا الطرح مع العلم إنني أركز هنا على زاوية معينة لأهميتها.

أعتقد أن الجواب الأساسي – من وجهة نظري – أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب..

و لا بد لنا أن نستحضر الشخصيات الحاضرة بيننا الآن والتي كلفت بمناصب قيادية هذه الشخصيات هي تأكيد على إهتمام القيادة ممثلة بسيدي  خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأميرمحمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ورؤية سمو ولي العهد الإستراتيجية بعيدة  المدى الزاخرة بالدقة والمهتمة بالتفاصيل إلى أبعد الحدود ومن هذه الشخصيات المميزة ولها ماض مشرف ومعروف للجميع هو صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير منطقة عسير منذ العام 2018م  وكما يعرف بتواضعه المذهل حيث يقول ” أنا موظف في إمارة عسير لدي 16 صلاحية أنفذها بتوجيهات  القيادة ونوظفها بما يخدم المواطن والتخطيط مركزي والتنفيذ لا مركزي ” أريد أن أقف هنا على آخر جملة ” التخطيط مركزي والتنفيذ لا مركزي ” هي جملة تختصر المشهد الذي نعيشه الآن فتعكس الثقة العالية بالنفس  من قبل المسؤول نفسه والإمكانات المسخرة له كما تعكس ثقة القيادة بخياراتها لمن توليه المسؤولية مدركة أنه جدير بها كل الجدارة ، وهذين الأمرين هما لب الموضوع

لماذا عسير؟ نعلم جميعاً أنه تم إنشاء هيئة عليا لتطوير منطقة عسير في أواخر العام 2018 وتم تكليف صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن  طلال بن عبد العزيز آل سعود كأمير لمنطقة عسير بنفس العام ، مساحة عسير تقدر بــ (810000.00 ) كم 2 وبعدد سكان يصل إلى مليوني نسمة – المنطقة ذات طبيعة رائعة ومناخ مذهل تحتاج فقط للعمل و” الرجل المناسب لهذه المهمة “وفي العام 2021م تم وضع استراتيجية من قبل سمو ولي العهد ” قمم وشيم ” لنصل العام 2030 محققين عدد لا يقل عن 2.4 مليون نسمه زيارات محلية و 1.00 مليون نسمة زيارات دولية وتوفير الخدمات المناسبة للزوار من الداخل والخارج

عمل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز على الكثير من الملفات التي كانت عالقة و البعض منها كان معلقاً لعدة سنوات من مشاريع متعثرة ومتوقفة و مما يمكننا عرضه هنا  (- حل ملف المطار – مدينة الملك فيصل الطبية التي تغطي كثير من المناطق كجازان والباحة وعسير ..-جامعة الملك خالد – حل مشكلة الإتصالات  حيث زاد عدد الأبراج من 1900 الى 4000 – حل مشكلة  نقل مياه الصرف الصحي الى سد بيشة ) والكثير من الملفات  الشائكة والمعقدة بالإضافة لمساعية الخيرة والإنسانية تأكيداً منه على أن القيادة حفظها الله تؤكد أن الدولة هي المظلة التي تحمي الجميع وفي المملكة الجميع أخوة في هذا الوطن متساوون أمام القانون ، وقد برهن على ذلك عملياً بالعمل على التكافل المجتمعي من خلال إطلاق مبادرة “نشامى عسير ” أثناء أزمة كورونا  كما وقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الوليد للإنسانية وغيرها الكثير .

صاحب السمو الملكي الأميرتركي بن طلال بن عبد العزيز له رؤية بعيدة وأفق واسع  ينم عن شخص يعرف ماذا يفعل ويتقنه جيداً ومما يذكر له على سبيل المثال لا الحصر مبادرته الوطنية في تجسيد ملحمة فتح الرياض من خلال بوابة الرياض وترميم قصر العناقر التاريخي وغيرها من الأعمال الجليلة.

كما كرمه سمو أمير منطقة  الرياض عن مشاركته في مشاريع ” مبادرة تثمين ” ، كما شارك في العديد من المؤتمرات والحوارات السياسية على مستوى الإقليم والعالم ومنها مشاركته في ندوة أمين  الريحاني

( مد الجسور بين الشرق والغرب ) كما رعى مؤتمر الطاقة والبيئة ووقع مذكرة تفاهم بين هيئة تطويرعسير والهيئة السعودية للسياحة للعمل على رفع مستوى رضا الزوار وتبادل الخبرات وتعزيز مكانة عسير كوجهة سياحية عالمية تطبيقاً لإستراتيجية ” قمم وشيم ” التي أطلقها سمو ولي العهد حفظه الله .

ختاماً في كثير من اللقاءات أكد صاحب السمو الملكي الأميرتركي بن طلال بن عبد العزيز أن ما يقوم به هو عمل مطلوب منه وهو واجب ومسؤوليات أكثر منه منصب وهو تأسيس لمرحلة هامة في مسيرة تطوير منطقة عسيروتشمل إقتراحات وتجديد للإستراتيجيات التسويقية والتوزيع للوجهات السياحية بالمنطقة والرقي بالخدمات المقدمة على كافة الأصعدة وصولاً لرؤية المملكة 2030م.

رؤية 2030 هي تجسيد لطموح كل سعودي حتماً دون أدنى شك، لكنها تنم عن شخص قائد يدرك جيداً ما لديه من إمكانيات وما يملكه من مقدرات ويعرف تماماً أين يجد الأحجار الكريمة ويصقلها بهدوء وخبرة ومهارة لتصبح ماساً مميزاً أو عقيقاً نادراً يزين تاج مملكتنا الحبيبة وهذه الملكة هي هبة من الله سبحانه وتعالى لا يخص بها إلا القليل من الناس

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في كل يوم يثبت للقاصي والداني أنه خير من إختار الحجر الكريم وخير من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب . وأخيرآ نسأل المولى عز وجل أن يحفظ قيادتنا الكريمة ممثلة بمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين.