Slaati
د. زيد بن محمد الرماني

ملامح عصرنا الاقتصادي الجديد !!

منذ 2 سنة01698

مشاركة

كيف يستقيم ان نشكو من صعوبة العيش في زماننا، ونحن نرى اشكال الخيرات وأنواع المرفهات وأصناف النعم، كما نرى سهولة الاتصال والانتقال وانتشار المؤسسات التعليمية والتربوية وتعدد الخيارات امام الانسان في كل شأن  من شؤون الحياة.

إن كل هذه الأشياء، لاينبغي ان تُرى من خلال منظور محدود ونظرية ضيقة أو من خلال رؤية بعض الناس وإنما من خلال معايير قيمية وضوابط توازنية   وإذا استخدمنا معايير بهذه السمات، فإننا سنجد أن قسما كبيرا من سكان الأرض،   لا يتمتعون بكثير من خيراته، العصر الحديث، ولكن تحترق قلوبهم بسبب الصور التي يرون فيها تنعم المترفين وتطلعات المتخمين، كما يرون بؤسهم الشديد        من خلال مشاهدة الهوة التي تفصل بينهم وبين سكان العالم الصناعي.

في العالم، كما يفيد تقرير منظمة الفاو أكثر من مليار نسمة لا يحصلون على كفايتهم من الغذاء، وفي تقرير آخر فإن 63% من سكان آسيا و61% من سكان افريقيا و36% من سكان أمريكا اللاتينية و33% من سكان الشرق الاوسط، يواجهون حالة الجوع.

يقول الدكتور عبدالكريم بكار في كتابه البديع «عصرنا ملامحه وأوضاعه»: إن المقارنات تأتي دائما بمفارقات. ففي الماضي، كانت هناك فوراق بين الناس في مستوى العيش، لكنها كانت فوارق محدودة. أما اليوم، فمأساة الفقراء والجياع والمحرومين أنهم في مواجهة الحياة المتفاقمة، أشبه بمن استعد بقوس وسهم لمواجهة خصم مسلح بالدبابات والصواريخ!!

إن الناس الذين يقارنون أنفسهم بمن هم أعلى منهم، هم على خطأ،              إذ من الواجب في امور الدين أن ينظر المرء الى مَنْ هو دونه، حتى يستشعر نعمة الله تعالى عليه. وللأسف؛ فإن شح الموارد قد حمل كثيرا من الناس على الاختلاس وقبول الرشوة واقتراف الكذب والاحتيال وإراقة ماء الوجه وتحمل الجور والهوان، بل صار كثير من المسلمين يعيش حياة هي أقرب الى حياة النبات، هو يأكل ويشرب ما يتيسر له ويتنفس ويتكاثر ثم يموت!!

في أكثر بلدان العالم الاسلامي يحتاج الموظف متوسط الدخل الى ان يدخر   كل مرتباته التي يتقاضاها خلال عشرين سنة، حتى يتمكن من امتلاك بيت يؤويه  مع أسرته!! فكيف اذا علمنا أن مرتبه لا يكفيه للإنفاق على حياة شبه كريمة     سوى نصف شهر، ويدِّبر نفقات باقيه عن طريق الاقتراض والاستدانة!!

وتظل مشكلة المشاكل بالنسبة لكثير من الشباب هي البطالة الضاربة أطنابها في معظم الدول الاسلامية، والآخذة في التفاقم، حيث الركود العام وصعوبة الحصول على عمل ذي أجر مناسب، حتى قال أحد الباحثين: إن هناك أجيالاً       قد تولد وتعيش وتموت، دون ان تجد عملاً ملائماً!!

وإذا تأملنا مرة أخرى في المسافات الفاصلة بين الشعوب الاسلامية والصناعية، وجدنا أن تلك المسافات تزيد والهوة تتسع. فعلى حين ترتفع أسعار منتجاتهم بصورة مطردة، فإن أسعار صادراتنا تتدهور أو تتجمد وهذا يعني أنه يحب أن نصدِّر    أكثر حتى نستطيع الحصول على عين القَدْر من الواردات.

إنه ليس ثمة مسوغ مقبول لانجراف المرء في التسابق على إرواء حاجات الجسد، ما دام يعتقد أن الآخرة هي دار العيش الحقيقي، وما دام يعتقد أن الله تعالى سائله عما استخلفه فيه من مال، وما دام يعتقد أن حماية البيئة والمحافظة على موارد الأرض من مسؤوليات المسلم.

ويبقى السؤال قائماً: هل نحن نعيش الآن عصر العيش الصعب؟!!

 

للتواصل : [email protected]

 

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

d209aa2b-ed5d-414c-a367-9efbd47c09ba.jpg
كالزادا: فخور بسالم الدوسري والهلال أكبر مما توقعت.. فيديو
الرياض
منذ 2 دقيقة
0
1337
d2619ff1-44c6-47f4-93dc-9746ed83e6ef.jpg
سامي الجابر: لست مع وجود 8 لاعبين أجانب.. فيديو
الرياض
منذ 10 دقيقة
0
1373
0a5501bd-f3c3-4256-83fc-aaa1dfb431cc.jpg
الرزيحان: رينارد يقود الأخضر بثبات ويمنح الشباب فرصة التألق في كأس العرب.. فيديو
الرياض
منذ 12 دقيقة
0
1380
cb06adef-4e9a-4cef-b56e-34fb4018b1e8.jpg
عبدالرحمن أباعود: الذهاب بالمنتخب إلى كأس العرب كان بهدف تحقيق اللقب.. فيديو
الرياض
منذ 18 دقيقة
0
1397
ce59dc95-ade3-420a-b6c4-2c2361e90079.jpg
الهلال يختتم معسكر العين بفوز على المحرق ويستعد لودية نيوم
الرياض
منذ 19 دقيقة
0
1405
إعلان
مساحة إعلانية
ملامح عصرنا الاقتصادي الجديد !! - صدى الالكترونية أخبار محلية سعودية وعربية ودولية إقتصادية وإجتماعية ومال واعمال ورياضة وشئون المرأة