ضحكات تتعالى و أحاديث و مسامرات أحبة وصديقات في إحدى المقاهي الحديثة .

لفت نظر إحداهن وجود شاب جميل الهيئة يجلس في إحدى الطاولات يحتسي فنجان من القهوة الداكنة وينظر لها..

قالت في خاطرها : لعلّه ينظر بالخطأ وغير متعمد ، أو ربما أخذه القليل من الفكر سارحاً ، وما كان النظر الأ خطأً ..

استدركت الوضع وعادت لأحاديث صديقاتها ، وكان الحديث محموماً بالود والضحك والفُكاهة..

رفعت كأس العصير الذي بيديها لترتشف منه القليل ، فوجدته مازال ينظر تجاهها ، استنكرت الوضع وقالت في نفسها : (هذه المرة العمد والقصد واضح)..

أتجهت لصديقاتها متسائلة : من يتعمد إطالة النظر في الأماكن العامة لملامح الحضور ، ماذا يخفي من قصد..؟

ضحكت إحدى صديقاتها قائلة : قد يكون مُعجباً أو مُحباً ..

قالت الأخرى : بل هي نظرة تودد لفتح باب المعرفة..

قالت الثالثة : بل الفضول في إطالة النظر وارد ، بأن يكون يبحث عن الأشباه الأربعين في ملامح محددة..

قاطعتهن بخفة قائلة : لحظة من فضلكن ، فلتغيّر إحداكن جلستها لتتأكد من ذاك القابع أمامي ،

هل أطال النظر..؟!
وكم أطال النظر..؟!

قالت لها إحداهن مستنكرة:
وماذا تريدين من فحوى أسئلتك..؟
ردت على سؤالها بسؤال:
إلى أي مدى كيد المرأة عظيم..؟
أطلقت بعدها ضحكة ساخرة

وقالت لهن : ما رأيكن نوظف هذه الحالة وندرجها ضمن قانون الذوق العام..؟!

انفجرن صديقاتها بالضحك على العقلية المادية الاجرامية لها ، قائلات لها : خيالك قد اتسع كثيراً ، هيا بنا نُغادر قبل أن نصل لمركز الشرطة.