عشت حياتي السابقة والحالية على مبادئ وقيم لم أحد عنها يوما ولم أحاول تغييرها مهما واجهت من محن وصعوبات، سواء من قبل الحياة أو من قبل الأشخاص الذين مروا عبر معبر حياتي، والذي أصبح زاخرا بالتجارب والدروس البليغة. كنت دوما أحاول أن أختار أنس تواجدي مع من يتحدث تلك اللغة الرفيعة الراقية، مع من يسمع ويعي فحوى القول، مع من ينظر في عينيك فيعرفك، من إذا مِلت يعيدك إلى حيث تنتمي بهي أنيق.

لم أميل للحظة نحو أولئك الأشخاص الفارغين الذي لا يحملون في داخلهم إلا رغباتهم الرخيصة المتدنية نحو الحظيظ. كان نفوري منهم هو الأسلم لي حتى لا ألوث سمعي وفكري وروحي بأقوالهم وتفاهة أحاديثهم ومنطقهم، الذي إن دل على شيء إنما يدل على خواء عقولهم من كل الأبجديات الجميلة في الحياة. ذلك النفور منهم خلق لي الكثير من العداوات من قبلهم لأنني بكل بساطة لم أميل لهم أو لكفتهم البائسة تلك.

اخترت عالمي المتواضع البسيط المليء بالهدوء والعمق والكثير من الإيجابيات التي أترجمها دائما بداخلي على هيئة صمت مهيب مليء بزخم هائل من التأمل الروحي المتجذر بأعماقي. رأيت راحتي وسروري في ذلك. لم يعنيني يوما في هذه الحياة ولم أشغل تفكيري بمن حضروا ولا بمن غابوا فالبعض قد كان حضورهم علامة فارغة، كان حضورهم باهتا جدا أشبه بالعدم.

حينما تجد حولك أشخاص أفكارهم خاطئة أو أخلاقهم دون المستوى انتبه أن تتضايق أو أن يتملكك الحزن، بل على العكس يجب أن تكون سعيد بذلك لأنك أنت الأفضل والأحسن والمختلف بكل المقاييس، فقط كن متمسكا بأفكارك وأخلاقك في ذلك المجتمع وإن استطعت فعل ذلك فأنت بلا شك شخص تتحلى بالقوة والصلابة؛ لأنك استطعت الاستمرار على مبادئك رغم الأذى وسوء الخلق الصادر منهم.

إن كل اللحظات والأيام والسنوات التي مرت علي كانت ممتلئة على الدوام بما يلبي قناعاتي، لا زال لدي ذلك اليقين الذي جعل قلبي ووجداني قادرين على صنع حياة بمذاق مختلف، يتناسب مع حلاوة روحي ورغباتي الجادة في العيش بجودة عالية في دنياي.

لا أتهاون أبدا في عيش طقوسي المحببة مهما صغرت تفاصيلها، كالإمساك بقلمي وعيش متعتي في خط تلك العبارات بصدق ليقرأها غيري، فهي تصف لغة وقيمة وعمق الحياة التي أرغب أن أجتازها بنجاح وصبر ومثابرة، وأن يفعلها معي كل من يقرأ لي لنتحدث معا لغة سوية تمكننا أن نحيا بجمال.

سأعيش دوما لأسمو بنفسي وأرتقي بها لا أن أشردها في دروب الخيبات.