ذهب الجميع إلى أكواخهم ، كان احتفالا جميلا رسم البسمة على الشفاة في عيد الميلاد إنها فرحة أضاءت شموعها بصيص النور في قلب هايدي عندما تساقطت وردات الحب من حياتها في ليلة كانت حبات المطر تمتزج بالدموع حين جرفت السيول وليم .
كان هنري ينبض ليواسي الأنين في أحشائها ، وزادت الآلام في أغصانها عندما ولد هنري أعمى بدأ الشحوب يغير الألوان في حديقة الروح ، وهكذا كانت الكوارث تناولها سكاكين الفواجع ، إنها الحياة تجرفك في عراكها لتزيد طعناتها حتى تلوذ بالصبر والدعاء نحو السماء مناجاة لا يسمع دبيب الأسى سوى الهمس للكلمات فيكون التعبير دموعا تتساقط ليسترها ظلام الليل أسفا على الانكسار.
كفكفت دموعها وهناك رجل غريب يرى تساقط هذا الإنحدار فوق الخدود ،استعادت هايدي رابطة جأشها إنها الأم لابد أن يكون الشموخ بروازها حتى يرقى أطفالها سلالم الحياة عليه . كانت الشموع خافتة بضوئها وهايدي لديها الآمال شاخصة نحو السماء لتبقي الأحلام ترتوي من قطرات الندى فوق الأوراق.
كان الوداع بالتلويح للجميع والكوخ يعج بالفوضى بعد الاحتفال هناك أكواب متناثرة وبقايا حلوى وشموع ضوؤها في ذبول وبقيت قصاصات من الورق المتناثرة ملقاة على الأرض لديها تلويح غريب تنثر البذور أزهارا في فناء الكوخ لقد كتب مغرم بعد أن زاغ بصره في تفاصيل الجمال.
بهواء نقي نحو ها ،كانت هناك نظرات تطلق سهامها نحو الإعجاب إليها من شخص تبدو عليه آثار الغرابة فهو ليس من المألوفين في الأكواخ القريبة.
إنه الخفوق يثير الإعجاب بحروف فيها إيجاز البلاغة برهان يقين في تفسير المعاني ، رأتها هايدي وأمعنت النظرات نحوها ، تركتها متفردة بين الأوراق هناك تفاصيل صغيرة تثير الفضول عندما تكون في عالمك ، هناك آخرون يتأملون حياتك بهدوء لا يثيرون الاهتمام يكفيهم الترقب والانتظار .
هناك إعجاب وهناك اعتزاز وهناك حب وهناك عشق وهناك الكثير لا ندركهم و لا تشعرك الحياة بوجودهم إلا في المواقف وكيف هي تصرفاتهم ، وتبقى نظرات الحب بلسما يتجاذبه الشعور دفئا يميل إليه الهوى طرباً عندما يكون الحب منزويا في ركن يعتريه الشحوب ،
العيون التي تسرق النظرات إليك يثيرها الاعتزاز عتابا لتناولك قطرات من رحيق الحياة حتى تزهر بوردات جميلة يستمتع بها العاشقون في تفاصيل غرامك ، تنفست هايدي وضعت هنري على سريره وغيرت ملابسه وقبلته بحنان وأمومة ليرتاح النفس من العناء ، و آيلين وجهها يتلون من هذه الجبيرة التي وضعت على قدمها .
بدأت هايدي في ترتيب الأشياء وإعادتها إلى أماكنها وجمعت كل الأوراق الملقاة على الأرض وكأن هذه الورقة مكتوبة بحروف وكلمات فيها نغمة فن تداعب الوجدان واسم مدون في نهايتها كان الاستغراب من ذلك لم يدر في خلدها إنها المعنية بتلك الكلمات فالجيران يعرفون بعضهم ولكن في الحفل هذا الرجل الوسيم الغريب يلقى النظرات إليها ؟ كان ينظر إلى هايدي وكان هناك تبادل نظرات عفوي جعل الفضول يدنو بستار الخجل على محياها ، عندما تكون النظرات من الغرباء يجعل الحياء أو الإعجاب أو الخوف يرسل ذبذبات إلى حواس الفكر أن هناك انتباها يقيس فيها فوارق الشعور لتجفل النفس .
نظفت المكان ورتبت كل شيء وعندما أرادت أن تضطجع على فراشها تذكرت الورقه التي من ملمسها فيها شحوب يميزها عن قصاصات الورق الأخرى ماذا مكتوب فيها ، أشعلت شمعة صغيرة وبحثت في مكان الأوراق المرمية وجدتها فتحت أطرافها الكلمات متكسرة فقد كانت قبضة اليد عليها محكمة وفيها كلمات تثير المشاعر والغربه ، تبدين شابة يافعة جميلة اسمك هايدي انا كاري ، قطبت حاجبيها وهزت بكتفيها كانت الاستفهامات انطلقت عفوية في لحظة القراءه ، ماذا يريد هذا الكاري من فتاة حزينة تحمل هم طفل كفيف يحتاج إلى رعاية وإلى اهتمام ، وفي قلبها براكين الحزن تثيرها الذكريات على وليم مازال حبه حلاوة متلاصقة بين الأضلاع ومازالت قنينة العطر تبهج الأزهار برائحتها النشاز في أركان الكوخ والجروح لم تندمل ، ماذا يريد ومن هو كاري ؟
زادت نبضات قلبها من هذا الذي نثر الكلمات دون مبالاة تنفست عميقا ، بادرها سؤال واستغراب هل هناك شيء في الخفاء يريد ان ينتشلني من هذه الكآبه ؟
لماذا حضر ؟من الذي دعاه ؟ هل هو جون ؟
لماذا كتب هذه الكلمات ؟
هل هو منزوج أم منفصل أم لم يتزوج ، انهالت الأسئلة تبحث عن إجابات في تفسير الشعور ، دنا الليل بستارة لإقفال القلق والأسئلة ، هناك متسع مع الأيام لتدلي الإجابات بمضمونها على كل الأسئلة قبضت هايدي يديها على الورقة ورمتها في الزبالة مرة أخرى .
تنفست عميق وخرجت خارج الكوخ للتأمل في الظلام فهو عالم مليء بالأبراج والتفاؤل هكذا البعض يعيش على مثل هذا القش الركيك ، لديها شعورا غريبا هبت رياح حروفه من أحد الأكواخ المجاورة ومن اين لا تدري ؟ ربما هذا الشاب كاري هو الذي كان يتحدث مع جون ويسرق النظرات إليها ليستمتع بتفاصيل الورد في مزهريتها .
أطفأت الشمعة وكان الفراش ناعما وعليه شحنات تنيره من برد خفيف عندما تتلامس يدها مع الغطاء والشحنات تكون الإضاءة فيها لسعات هواء وحزن وحيره ،
أثار الفضول إيلين وكانت تسرق النظرات إلى هايدي في الظلام بصمت وتترقب التصرفات هناك همس داخل هذه الورقة جعل القلق يغازل الأفكار.
هناك أبواب مقفله لا تنفتح بسهولة لأنها فقدت مفاتيحها تحتاج إلى الكثير من الوقت واللطف والإحساس والهدوء والعقلانية ، تحتاج الى فضاء حتى لا تحتبس الأنفاس عندما محاولة فتحها فيكون الإنكسار سريعا ..
الى ،،،، يرقة اخرى في ريف الاعمى الذي يحلم أن يرى السماء .
ابتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياه .
التعليقات
اترك تعليقاً