من عاداتي اليومية الاستيقاظ قبيل الفجر بوقت قصير حتى لا أتأخر في أداء الصلاة باكرا.

قبل عدة أيام استيقظت كعادتي وإذا بصوت رسالة تهز هاتفي، استغربت من عساه يرسل لي بهذا الوقت المبكر جدا، سألت الله أن يكون خيرا. أخذت هاتفي وفتحت تلك الرسالة التي وصلتني من رقم غريب لا أعرفه، وإذا بي أقرأ هذه العبارة: “صباح الخير، كيف حالك أستاذة فوزية، دائما ما أذكرك بالخير أسعد الله قلبك يا أطيب قلب.”

في بداية الأمر لا أنكر أن تلك الكلمات الجميلة أسعدتني أيما سعادة، ولكن في نفس الوقت أخذت أتساءل من هو مرسل تلك الرسالة وكيف يعرفني وأنا لا أعرفه.

فقمت على الفور بإرسال رسالة لذلك الرقم الغريب مستفسرة عن هوية المرسل، وجاءني الرد مباشرة من إحداهن تخبرني بأنها التقت بي مرة واحدة، وذكرت لي أنني ساعدتها بأمر ما في حينها وأخذت رقمي منذ ذلك الوقت، وأنا لا أذكرها ولا أذكر حتى ما هو الأمر الذي ساعدتها به إلا حينما أخبرتني به.

أضافت قائلة: “لقد تذكرتك ليلة الأمس وقمت لصلاة الفجر ولا زلتي على بالي، ولا أعلم لماذا بعد كل تلك السنوات فقمت على الفور بمراسلتك، وذكرتك بالدعاء أسأل الله أن يتقبل. وختمت رسالتها بعبارة جميلة جدا رسمت على وجهي ابتسامة قالت بأسلوبها البسيط الصادق: “أمثالك الواحد يذكرهم.”

لقد صنعت كلماتها تلك يومي بأكمله وأشعرتني بسعادة غامرة لا توصف، كلمات بسيطة متواضعة كانت عبارة عن رسالة ولكنها ليست كأي رسالة.

ما أجمله من شعور حين يتذكرك أحدهم بدعائه في ظهر الغيب، فيجعلك تشعر أن الدنيا لا زالت بخير. دائما حاول ألا تتأخر في أن تكون الضوء الذي ينير الطريق المعتم لأحدهم، أو أن تنطق بكلمة جميلة تجعله يبتسم.

وإذا كان بيدك تحفيز أحدهم فبادر لذلك ولو بإيماءة رأس أو نظرة حنونة. ‏لا تتردد في مد يدك لمتعثر، كن أنت استقامته؛

‏ففي هذه الحياة، ليس بإمكانك أن تطلب اللطف، ولكن بإمكانك دائما أن تقدمه ولو بابسط الطرق.