من سنن هذه الحياة عدم دوام الأشياء على حالها، لا بد من أن يكون كل شيء متغيرا.

هناك مواقف صعبة نمر بها، هناك حزن قد يخيم يوما على سمانا، هناك لحظات فقد نكون مجبرين على التعايش معها، وهناك لحظات فرج قد يمن الله بها علينا مهما تلبدت أيامنا بالضيق، فكل مواجع الحياة تمحوها آية :﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

الخيرة دائمًا فيما يختاره الله، وما يختاره الله لنا هو خير حتى لو كان عكس رغباتنا وتطلعاتنا.

من منا كبشر لم يتعرض لابتلاء؟ وتلك هي إرادة الله يمتحن بها عباده، فجميع الابتلاءات التي هزتنا وجميع المصائب والآلام التي أوجعت أفئدتنا يوما بدون شك أن بها حكمة عظيمة وثواب من الله؛ فالله سبحانه وتعالى يصطفي بعض عباده بالابتلاء لقياس مدى صبره وثباته وليعلمه دروس ومعانٍ جديدة في الحياة.

بطبيعة الحال كل ابتلاء يبتلى به الفرد هو جزء لا يتجزأ من مسارات هذه الحياة، ومن المستحيل أن نحيا بهذه الحياة دون أن نمر باختباراتها، إما مرض أو فقد أو خلاف ذلك.

الإيمان والرضا بأمر الله وقدره في البلاء هي الركيزة التي تجعلنا ننتظر الفرج بيقين تام، وبأن أقدار الله لا تأتي إلا بالخير دائما.

ولا بد أن نعلم أنفسنا وندربها على أن كل ما يمر بنا من أزمات الحياة ما هي إلا فرص تهيئنا إلى ما هو قادم من حياتنا، وأن أعظم رزق سيولد من الابتلاء فدائما ما يكون هناك رسائل بين المنع والمنح، وقد يكون ذلك الابتلاء هو سبب رفعتك في الدنيا والآخرة، عوض الله جميل دائما بقدر صبرك ورضاك على ذلك الابتلاء.

الجميل في الأمر أن كل تلك اللحظات سوف تمضي وتتلاشى وتتزن من بعدها أمورنا في الحياة، ليس هناك أي مما مضى خاضع للبقاء كل ذلك سيمضي ويتغير.

الحياة لا زالت بها مساحات كبيرة تحتاج إلى أن نكتبها؛ لذلك لا بد من أن نحاول، ألا نركز على الصفحات التي مضت من حياتنا حتى لا نضيع القادم منها، لذلك استعن بالله وابدأ كتابة صفحتك الجديدة برضا تام وبحرص وبوعي أكثر أنت تستحق أن تمضي في حياتك من جديد وأن تعيش تلك الحياة بكل تفاصيلها .