أيها المتقاعد ، جميل أن تُصلّي الفجر وتخرج لمدة ساعة تُمارس نشاط المشي في مكان جذّاب مثل الحدائق الخضراء أو بمحاذاة شاطئ البحر .
أيها المتقاعد في الحركة بركة ، غيّر من قناعاتك وتفكيرك وعليك أن تبدأ بممارسة الرياضة وخاصة أن السن المتأخر يُفقد الجسد الكثير من حيويته ونشاطه وصحته وعليك أن تحارب ذلك بممارسة الرياضة التي تهواها ، أهمها المشي لمدة تتراوح من نصف الساعة لساعة ، صباح كل يوم لتكتسب اللياقة المطلوبة وتدفع عنك شرور تقدم السن ..
إن كنت ممن يحب ممارسة رياضات متنوعة فلا بأس بالاشتراك بأحد الأندية الرياضية والمتابعة مع مدرب متخصص..
ألم أقل لك يجب أن تُحرق عاداتك السابقة وتغيّر من طريقة تفكيرك..؟!
لتعمل على دفع نفسك للأحسن والأجمل جسدياً و صحياً ونفسياً ، أنت أحوج في هذه المرحلة لممارسة الرياضة أكثر من أي وقت مضى ، مارسها منفرداً أو مع شخص تسعدك مصاحبته..
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَريصًا على أُمَّتِهِ ، ومِن حرْصِه عليها أنَّه كان يَدعُو لها بالبَرَكةِ وسائِرِ الخَيراتِ
وفي هذا الحَديثِ:
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ:
” اللَّهمَّ بارِكْ لأُمَّتي في بُكورِها “، وهذا دُعاءٌ مَعْناهُ اللَّهُمَّ أَكْثِرْ لها الخَيرَ والبَرَكةَ بالزِّيادةِ والنَّماءِ ، حين تَخرُجُ لأعْمالِها في الصَّباحِ وأوَّلِ النَّهارِ ، هنا ومن مُنطلق حديث رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم يتوجب الحرص على ممارسة المشي بعد صلاة الفجر مباشرة ، لعدة اعتبارات أذكرها لك الآن من واقع خبرة سنين متعددة ، مارست بها المشي بعد صلاة الفجر مباشرةً وهي:
-هدوء مكان المشي فجراً وخلوه من ازدحام البشر يبعث الطمأنينة والسكينة في النفس.
-الفرصة كبيرة جداً في هذه الفترة من المشي لقراءة أذكار ما بعد الصلاة وقراءة أذكار الصباح.
-عقدِ الأصابعَ بالتسبيح والذكر طيلة فترة المشي ، فأنت تستطيع أن تذكر الله مئة مرة وتصلي على النبي مثلها وتسبح وتستغفر كذلك ، ما أجمل أن تطوى مسافات المشي بالأذكار وتمجيد الله الواحد القهار ..!
-التأمل في ملكوت الله من أجلّ وأعظم العبادات ، قال تعالى في سورة ال عمران : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آية (191)
تأمل انسلاخ وخروج النهار من طيات الليل فجراً ، وتدرجات الضوء إشراقاً ، تأمل الأرض بترابها و عشبها و شجرها و أوراقها و أغصانها وعبق رائحتها ، استمع لأصوت العصافير واستشعر عظمة الله في الخلق ، وإن كنت على شاطئ قطعياً سيهتز بدنك مع نسمات المد والجزر وسيكون صوت الموج أعظم لحن إلهي يُعزف في مسمعك.
-ما أن تنتهي من تلك الساعة ستجد نفسك شخصاً آخر لا تعرفه ، بل بدأتَ بالتعرف عليه.
-تيقن أن نهارك بدأ بالشكل الصحيح الذي يرضي غرورك الذاتي ويعزز طاقتك الايجابية.
وأيضاً أيها المتقاعد ، إذا كنت ممن تستهويك متابعة مباريات كرة القدم ، فضلاً اترك متابعتها عبر الشاشة منفرداً ، بل تابعها مع مجموعة من الأصدقاء لزيادة المتعة والإثارة ، وإن كانت المباراة تُقام بالمدينة التي تسكن بها فالأفضل أن تعيش التجربة على طبيعتها وتتوجه إلى مقر المباراة وتندمج بمتعة وسعادة مع الجماهير وكأنك تعيش التجربة لأول مرة.
وازن بين الرياضة البدنية والرياضة العقلية ، فكما يحتاج جسدك للحركة واللياقة أيضاً يحتاج عقلك وفكرك لحيويته ولياقته الخاصة وذلك بممارسة بعض الألعاب الفكرية كلعبة حل الكلمات المتقاطعة ولعبة الشطرنج ولعبة الورق (الكوتشينة) ولعبة حل الألغاز ، كما سيفيدك كثيراً قراءة الكتب التي تحتوي على معلومات كثيرة تُثير العقل وتُحرك التفكير ، وتذكر هذه المقولة :
” أفضل أن أحشر أنفي في كتاب ، على أن أحشره في شؤون الآخرين “.
ولا تنسَ رفع شعارك الدائم وكرره باستمرار (متقاعد ، لا تكلمني).
التعليقات
اترك تعليقاً