أيها المتقاعد ، هناك ضوء بداخلنا لا يمكن رؤيته ونحن في حالة من الانشغال والفوضى والعمل وكثرة الشتات من حولنا وفوضى البشر المحيطة بنا ، لابد أن نكتشفه وننظر إليه بوضوح ونتعامل معه بدقة وحرفيّة ؛ ليصل بنا إلى سلامنا الداخلي.
وأقصد أيها المتقاعد بهذا الضوء الداخلي (ضوء المتعة) الداخلية الكامنة بأنفسنا.. نحن لا نحتاج للبشر طالما نستطيع أن ندير حياتنا باحتراف وقت الفراغ ؛ لنجني المتعة ونقطف يراعها.. أي نعم وجودنا و اندماجنا مع المجتمع البشري ضروري ومن أساسيات الحياة ، ولكن هناك أشياء متعتها أكبر وشعاعها أقوى على الروح إن نحنُ مارسناها بمفردنا.
فكرة أن تستقطع من يومك نصف ساعة ويتم زيادتها أسبوعياً نصفا آخرَ مع استمرارية ذلك في قضاء وقت ممتع مبهج في قراءة القران الكريم بوعي وتأملٍ وإدراكٍ مع الوقوف عند الآيات التي تحتاج إلى تفسير وتوضيح ، وبرجوعك إلى أحد كتب التفسير ، أو الاستعانة بجهازك المحمول والبحث في محركات البحث المتنوعة وأخذ المعلومة التي تريدها من مصدرها الموثوق ؛ لتكتشف ما خفي عنك ، سيجعل ذلك منك شخصاً مختلفاً شغوفاً بمعرفة المزيد منشرحاً بالأُنس مع القران الكريم ، ممارساً عبادة التأمل والتفكرِ في كلمات الله جلّ جلاله و جانياً لكثير من الحسنات في ميزانك الأُخروي.
قال تعالى في سورة المزمل الآية (٢٠) :
(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ ).. وإن كُنت ممن يُفضل الاستماع على القراءة فعليك التوجه إلى قُرّاء القران الكريم وما أكثرهم بقراءتهم المتنوعة ! واستمع بوعي وتأملٍ وصفاء ذهن بينما أنت مسترخٍ على أريكتك ، قال تعالى في سورة الأعراف :
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) آية (204).
ينطبق على ذلك إذ أنت خصصت وقتاً من يومك تستمتع به في قراءة بعض الكتب المفيدة والتي تكون الأقرب في مواضيعها لميولك وتفكيرك أو تستمع عبر البرامج والتطبيقات المتنوعة لتسجيلات الكتب المقروءة ، وتذكر مقولة :
“عندما أكون مستاءً ، أقرأ حتى أشعر بتحسن”..
أرأيت أيها المتقاعد أنت في هذه اللحظة لا تحتاج في متعتك للبشر ، فقط بحثتَ عن الضوء في أعماقك واستمتعت به .
لا تنسَ رفع شعارك الدائم (متقاعدٌ ، لا تكلمني).
التعليقات
اترك تعليقاً