أيها المتقاعد ، حان الوقت لتستمتع وتُثقف نفسك في آنٍ واحد ، وتذكر أن ما كان يُعيقك سابقاً لم يعُد موجودا حالياً ، متمثلاً في عبارة (الوقت ضيق ، ليس لدي وقت ، العمل يأخذ من جُهدي ووقتي).

إذا كُنت ممن لا يحبون الثقافة الترفيهية وأقصد بذلك “ زيارة المتاحف ، حضور الأنشطة بكل أنواعها سياحية واجتماعية ورياضية وثقافية وأدبية وعلمية مثل حضور الملتقيات والندوات والمحاضرات والمعارض والمناسبات والحفلات” .

فلابد وحتماً تغيير تفكيرك وميولك ورغباتك واهتماماتك ونمط حياتك ؛ لتتكيف مع مرحلة التقاعد وتُغامر وتجرب كل جديد ؛ ولا تنسَ أننا على وفاق بحرق العادات السابقة وتغيير طريقة التفكير ، من باب إثراء حياة ما بعد العمل خلال فترة التقاعد.

من الممتع أن تدخل (متحفاً) سواء كان أثرياً أو مُعاصراً داخل وطنك أو خارجه أثناء سفرك للسياحة والترفيه والتثقيف ، إنها متعة لا تُضاهيها أي متعة وإضافة جميلة لرفع حصيلتك الثقافية والوقوف على إرث السابقين والاستمتاع بثقافتهم .

والأروع من ذلك التماس الجمال البصري والروحي في ذات الوقت عند حضورك (معرض) سواء كان فناً تشكيلياً أو فن خط عربي أو تصويراً فوتوغرافياً أو فن النحت ، كميّة الجمال الإبداعي في هذه المعارض التي تعتمد على العمل اليدوي الاحترافي تختلف تماماً عن أي جمال شاهدته من قبل ، سوف تتلمس مع الروعة ، كميّة هائلة من الصبر والجهد والإتقان والدقّة من خلال وقوفك الطويل المتأمل المُتعجب أمام الأعمال التي سوف تشاهدها ؛ لتكتشف وقع الجمال الذي بداخلك قبل جمال تلك الأعمال.

مثلها تماماً إذا حضرت أيها المتقاعد (معرض كتاب) كمية الكتب الهائلة التي سوف تشاهدها وعدد دور النشر المشاركة والزخم الثقافي والإعلامي للأنشطة التي تُصاحبها و تُنفّذ خلال إقامة معارض الكتب ، من ملتقيات ومحاضرات وندوات ومسرحيات وحفلات ومنصات لتوقيع الكتب من أشهر الكتاب والعدد الهائل للزوار لهذا المعرض ، الذي يُحدد غالباً من سبعةِ أيامٍ إلى عشرةٍ ..

كل ذلك ماهي إلا وسائل تُمتع الروح وتُرفه النفس وتُثري الفكر وتجربة تستحق المغامرة والاعتياد عليها ، وتذكر دائماً يُقال : ” لا يمكنني أن أشتري السعادة ؛ ولكن يمكنني شراء الكتب “.

أيها المتقاعد ، لديك المقاهي والأندية الأدبية التي تزخر بالفعاليات والأنشطة والتي تُتيح لك أن تحتك بالبشر والتعرف عليهم والاطلاع على إبداعاتهم من خلال مشاركتهم الفنية والأدبية ، وما أكثرها وتنوعها حولك !

أيها المتقاعد ، جدد من نفسك وطور من ذاتك واستمتع في نفس الوقت ، وردد شعارك الدائم .. (متقاعد ، لا تكلمني).