عرضت منصة نتفليكس فيلم بعنوان “حياة الماعز” تدور احداثه في المملكة العربية السعودية ويحكي قصة عامل هندي اسمه نجيب في بداية التسعينات جاء الى العمل في المملكة بعد ان اخذ قرضاً لتسديد قيمة التذاكر والتاشيرة ونحوه ليصل الى مطار الملك خالد بالرياض.

ويتعرض هذا العامل لظروف معيشية صعبه ومعامله لا انسانية وذلك وفق احداث الفيلم حيث تتشابك الأحداث ويقع تحت رحمة رجل سعودي زعم انه كفيله واخذه واقتاده الى الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة والظروف الصعبة أوكل اليه مهمة رعي الماعز في ظل ظروف غير انسانية وقاسية ومكث على هذا الوضع ثلاث سنوات ونصف.

وتمضى الأحداث بشكل سينمائي فيها من الاساءة الواضحه والتعميم المقصود في ظني! وكأن من يعيشون في هذه البقعة أناس متوحشون لا يعرفون حقاً للأنسانية، علاوة على ذلك قدم الفيلم صورة سيئة وغير دقيقة عن الحياة في السعودية بشكل عام والمقيمين بشكل خاص تتنافى مع الواقع والتى بالطبع ليست حياة ملائكية – حيث ان الخطأ قد يحدث ولكن ايضا التعميم بهذا الشكل القبيح غير مقبول.

وحتى نفهم أكثر الفيلم مقتبس من رواية بأسم ” أيام الماعز ” صدرت عام 2008م، للكاتب الهندي بيني دانييل والمعروف باسمه المستعار بنيامين (Benyamin) من ولاية كيرلا في الهند.

وقد فازت الرواية بعدة جوائز وترجمت الى الانجليزية في عام 2012 وللعربية عام 2014م، وقامت شركة الافلام الهندية المشهورة بوليود(Bollywood) بانتاجه عبر فيلم حمل أسم ” حياة الماعز “.

لذلك اعتقد ان هذه الأعمال وغيرها تلفت نظر من يهمه الأمر الى أهمية ما يسمى القوة الناعمة والتى من أهم ادواتها الأعمال السينمائية ونحوه، في الحقيقة نحن اليوم ندفع ثمن عدم الأهتمام بالسينما والقصص الروائية للكتّاب السعوديين وتحويلها الى قصص تحاكي الواقع .

وللاسف اختزلنا الواقع الخليجي والسعودي على وجه الخصوص بأعمال تتحدث عن الخيانة الزوجية والمشاكل الأجتماعية والتى قد نستطيع طرحها ولكن بطريقة غير مسيئة، اقول ذلك واقصد يوجد الكثير من القصص المشرفة والسلوك والمعتقدات الأنسانية الايجابية لكافة البشر سواء المواطنين او المقيمين ، ومنها على سبيل المثال : قدوم عامل من احدى الدول الأجنبية مثّقل بالهموم الاقتصادية والصحية ونحوه يرجع بعد سنين وقد أصبح غنياً يملك الكثير من الأصول التجارية اضافة الى قصة رؤية 2030م وما نتج عنها وغيرها من الأفكار .

ولذلك ينبغي للجهات ذات الصلة بالعمل الأعلامي دعم الكتّاب لطرح قصص النجاح وبكل اللغات وعدم ترك الميديا للغير حتى لا يعبثون بها فعندما لا تتولى الأمور وتعرضها بطريقتك والتى تحاكي الواقع سوف يكتب عنها غيرك وقد يكون له نوايا سيئة.