أيتها الغالية لا أدري كيف نعزي انفسنا بك فرحمة الله عليك يا زوجتي الوافية لا تلوموني في البوح عما يجول بخاطري عن فقدي لشريكة حياتي اكثر من 60 عاما تلك هي السيدة العظيمة الصابرة الواصلة والبارة(نورة بنت سليمان محمد التويجري ) عليها شآبيب الرحمة والرضوان من الله ؛ فبالأمس الخميس 16من ربيع الأول 1446هـ الموافق ل20سبتمبر2024م وافتها المنية وانتقلت الى رحمة الله تعالى بعد اقل من يومين من معاناتها من مرض الم بها وحال علمنا بالواقعة وكأن غمامة من الظلام غشت على قلو بنا زوجا واولادا وبناتا وأحفادا ومحبين ولله الحكمة بهذه الامر ومنه الرحمة بهذا المكلوم ؛ وهل تلك الزوجة زوجة وبس لا انها ام لكل من دخل بيتها او كلمها من قريب أو على بعد ؛

امرأة كريمة رحيمة ذات يد طولا بأفعال الخير تفرح وتفرح من زارها من الصغار وحتى الكبار أقرباء او ابعاد لسانها دائما رطبا لا يكاد يتوقف عن ذكر الله والشكر له على نعمه التي لا تحصى وعبارتها الجميلة التي نسمعها كثيرا الدائمة (كثر الله خير من طالنا خيره من قريب او بعيد نعرفه او لا نعرفه) لدرجة اني اغار احيانا وأقول بنفسي لم لا تقول أولا (كثر الله خيرك) بحسب انني المنفق وثم تدعو للآخرين ؛ فيا سبحان الله ما أطول نفسها وسعة محتواها وسعة افقها عشت معها أولى سنوات عمر الزواج ومعي بعض من الاخوة وكأنها أم الجميع تطبخ للجميع وتعمل القهوة والشاي وتغسل ملابسهم بيديها وصابون أبو عنز أولا ومن ثم بالغسالة وصابون تايد وتنظف بيتها ولا تعرف الكلل ولا تشتكي الضيم ؛

هي امرأة قوية بإ يمانها وصدقو انه يستحيل ان تطلب ولو من ابنها او بنتها حتى وفاتها احظار مطلوب من مكانه او اعادته حتى وهي مصابة بمرض بأسفل قدميها تذهب وتجيء وهي تتمرجح او كما في المثل (تتضوكع) ؛ إمرأة واصلة بأقاربها وبأقاربنا معا وبين فترة واخرى تبلغني بسلام فلان او فلان او فلانة ؛

لم اسمع منها يوما مالا يرضي ربها ومالا يرضيني محافظة على دينها وسمعتها ؛ وبعد وفاة زوجتي الثانية ام فيصل رحمها الله اضطررت للزواج من أخرى فوفقت بالسيدة هدى بنت إبراهيم المنيف فنعم الزوجة صارت كالأخت لام محمد لدرجت ان الفقيدة كثيرا ما توصيها علي زوجها وعاشت وتوفيت وهي على تلك الحال رحمها الله وأخيرا أقول فعند التعزية اصابتنا الحيرة اب وأبناء وبنات واحفاد وحفيدات كيف يعزي بعضنا بعضنا الآخر أكف ممدودة لرب العباد بدعوات للفقيدة تتسابق ودموع تتهامل واحتضان البنات للأمهات والاخوان للأخوات وكل هذا يؤكد ان مصاب الجميع هو واحد وان حب الفقيدة بكل قلب وبعد كل هذا أقول عليك شآبيب رحمة الله ورضوانه يا ابنة عمي واسكنك ووالدي الفردوس ؛

ولقد لقيت ربها وانا عنها راض ارجو ان تكون كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها إذ قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة فاللهم اني اسألك ان تقبل ما دعوت لها به وما دعا لها المحبون والمصلون عليها وارحمها برحمتك الواسعة وعساكم ما ترون ما تكرهون وانا لله وإليه راجعون والحمد لله رب العالمين .