التصنع آفة العصر وقد أنتشر في الآونة الأخيرة بشكل كبير ؛ نتيجة انفتاح العالم على بعضه بالشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام المختلفة ومع انتشار الكم الهائل من البشر ممن يسمون أنفسهم المشاهير أو صُناع المحتوى.
والتصنع في نفس الفرد ؛ نتيجة ضعف في نظرته إلى ذاته وخوفه من مواجهة الواقع الذي يعيش فيه وقلة ثقته بالنفس ، ويكون التصنع أيضاً نتيجة عدم إدراكه لقدراته ومميزاته ، فينشأ الفرد دون معرفة ما يميزه عن غيره ويرى ميزات الآخرين فيدفعه ذلك لآهثاً إلى تقليد الآخرين (نفسياً وفكرياً وسلوكياً ومادياً) ، متناسياً أن له كيان طبيعي لو ركّز عليه سوف يرقى ويتميز به ..
ولو علِم المتصنع بأن سلوكه هذا يسبب نفور الناس عنه ؛ ما فكر أن يسلك مسلكهُ ، ولو علم بأن من حولهُ يعتبرونهُ كاذباً متكلفاً متصنعاً ؛ ما أوقع نفسهُ في موقع السخرية بينهم..
أيها النرجسي الهائم (نفسياً) خلف كتب الحب والغارق في عبارات الأنا والذات ، كُن طبيعياً وتعايش مع مجتمعك برتم منخفض وأبتعد عن ذكر نفسك بالأنا وأنا وأنا وتجنب العلو عنهم ..
أيها المعجب بزخم المعلومات التي أكتسبتها في حياتك المتباهي (فكرياً) بها بين أقرانك والمترفع عنهم المسفّهة لعقلياتهم ، أما كان أولى أن يرتقي بك فكرك لتصنع لك مجداً تُذكر به بعد موتك ويفيد من حولك..
أيها المُقلّد (سلوكياً) وأحب أن اسميهِ – بالأرجوزة – أين شخصيتك من تقليد قصة شعر المشهور الفلاني..؟
أو لبس وسلوك وكلام وتصرف ورقص وأكل واهتمامات ذلك المشهور العلاني ..؟؟
أين أنت بين كل هؤلاء البشر ..؟
أين سلوكك الطبيعي الفطري ..؟
أين ما رُبيتَ عليه..؟
أيها المتصارع (مادياً) اللاهث خلف صرعات الموضة وهوس الماركات والمقتني كل ماهو جديد ، مُلتحف التجمّل ، المُثقل بالديون ؛ بسبب ركضه خلف من يرتفع عنه درجات في المادة ، طامحاً للوصول ومقارعته والتفوق عليه ، رفقاً بنفسك قبل جيبك..
أيها الإنسان كُن إنسان ، كُن أنت ولا تُقحم نفسك بحياة الآخرين من باب التقليد والتصنّع ، حطّم الأقنعة التي ترتديها فبعفويتك تكُن أجمل.
التعليقات
اترك تعليقاً