مع تعقد الحياة الاجتماعية وزيادة الأعمال التي يصاحبها الروتين القاتل داخل المؤسسات والمنظمات الإدارية، ولأن الإنسان يعتبر كائناً بيولوجياً حال ولادته وبتطبيع وتحويل الأسرة له من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي يتفاعل مع من حوله، ويتأثر ويؤثر فيهم، و يبرز في هذا المجال أهمية الإدارة الاجتماعية في التعامل مع الإنسان في المؤسسات وخصوصاً في هذا العصر.

فالإدارة ضرورة لقيادة أي عمل اجتماعي:

فإن القائد في المؤسسة (المدير) يقوم بتحديد الأهداف وتوجيه جهود الموظفين وإمكاناتهم نحو تحقيق هذه الأهداف وبدوره يقسم العمل ويقرر من سوف يؤدي هذا العمل طبقاً للإمكانات المادية والمالية والبشرية اللازمة لذلك مع الإشراف على كيفية أداء هذا العمل سواء مباشرة أو غير مباشرة، والأهم من ذلك هو تحفيزهم ورفع الروح المعنوية، وهذا مما يزيد من انتماء الموظفين في المؤسسة.

الإدارة الاجتماعية ضرورية لتحقيق النمو والتقدم للمجتمع المعاصر:

نتفق جميعاً على أن الإدارة الاجتماعية هي المسؤولة عن تنمية الموارد ونادراً ما توجد موارد في الطبيعة بصورة جاهزة للأستخدام البشري، ولذلك فهي بحاجة إلى جهود الإنسان لتطويعها وتنميتها فالإدارة الاجتماعية تحقق التقدم، فالرخاء الذي يسود المجتمعات المتقدمة والمتمثل في الإنتاج الوفير كماً وكيفاً أساسها يرجع إلى النجاح في ممارسة الإدارة الاجتماعية في مضمونها الصحيح، ولذلك فإن التخلف الذي ما زالت تعاني منه الكثير من المجتمعات يرجع إلى الفشل في تحقيق الممارسة الناجحة للإدارة الاجتماعية، ولذلك أصبح للإدارة الاجتماعية دور بارز في تحسين مستوى إدارة العمل الجماعي فإذا ما أحسنوا استخدام الإدارة فإنهم يزيدون ثروة المجتمع ويسهمون في تحقيق الرفاهية لكل فرد.

الإدارة الاجتماعية مهمة لمواجهة مشكلة الندرة:

الندرة كظاهرة تعني أن الموارد المتاحة في أي مجتمع أقل من حاجات الأفراد من حيث الحجم والنوع..

وهذه المشكلة هي نسبية في المجتمعات والأفراد والزمن بمعنى أن حجمها يختلف من مجتمع إلى آخر ومن فرد لآخر ومن زمن لآخر، ولذلك فهي تخلق للإنسان مشكلات عديدة، ومن ثم كان لابد على الإنسان من أن يجد أسلوباً يحقق به أعلى المستويات لإشباع أهم حاجاته وهذا هو ما تقوم به الإدارة الاجتماعية بوظائفها المختلفة حيث الإنسان ينشئ المنظمات اللازمة لإشباع حاجاته وهو ما يفسر لنا لماذا يرى الفكر الاقتصادي أن الأصل في نشأة الإدارة يرجع أساساً إلى مشكلة (ظاهرة) الندرة القائمة في موارد المجتمع.

الإدارة هي وظيفة اجتماعية:

ولذلك فإنه مع تقدم المجتمعات وتعقد الحياة البشرية زادت الضرورة إلى وجود العملية الإدارية حيث تضاعفت حاجة البشر إلى تنظيم الجهود وتثبيت الأعمال وتحديد الأهداف وحشد الموارد، ولذلك عملت الإدارة كوظيفة اجتماعية على:

– تحقيق الإدارة الاجتماعية الاستخدام الأمثل والأميز للموارد والقوى المادية والبشرية المتاحة بالمجتمع، وهذا يحقق التنمية للمجتمع في التقدم والرفاهية.

– تعمل الإدارة الاجتماعية على تحديد أهداف المنظمات التي توجد بالمجتمع طبقاً لما تمليه عليها البيئة الاجتماعية المحيطة.

– تحدد الإدارة الاجتماعية الإجراءات التنظيمية داخل المؤسسات حسب احتياجات البيئة الاجتماعية داخل المؤسسة.

ولذلك فإن عمل الإدارة الاجتماعية داخل المؤسسات مهمة في جذب الموظفين نحو العمل من خلال كسب الثقة والتعاون والاحترام والإخلاص بين المرؤوس ورئيسه هذا من جهة، ومن جهة أخرى مساهمة الإدارة الاجتماعية في الأنشطة والبرامج والفعاليات الاجتماعية داخل المجتمع وهذا يؤكد أهمية الإدارة الاجتماعية في المؤسسات.