يتحركُ برميلُ الزبالةِ يومياً زائراً جميعَ أركانِ شوارِعِـنَا، وكُلّما وُجِدَ بجانبِ منزلٍ رُكِلَ إلى موقعٍ آخر ، وهكذا تبدأُ الرحلةُ السحريةُ من الصباحِ الباكرِ حتى منتصفِ الليلِ ، وهو يرى ويشهدُ العبثَ بمحتوياتِهِ التى هي بقايا ما استخدمنا وأكلنا ، حاولَ هذا البرميلُ المسكينُ أنْ يحفظَ زبائِلَنا وبالتالى نظافةَ بيئتنا المحيطةِ والتى سوف تصبُّ في صحتنا ، ولكن لم يسلمْ من العبثِ ؛ فهؤلاءِ الأطفالِ يلعبون به ويركلونه ، وأثناءِ الأمطارِ والسيولِ يتحركُ على طولِ الشارعِ وقد ينقلبُ إلى سفينةِ إنقاذٍ فيحملُ بعضَ من يحاولُ قطعَ هذه السيولِ علاوةً على ذلك الحيواناتِ وعلى رأسها القططُ تدخلُ فيه فتمزقَ الأكياسَ السوداءَ وتأكلُ ما لذَّ وطابَ تاركةً هذا البرميلَ المسكينَ غارقاً في الفضلاتِ المتبقيةِ والتى يُصاحِبُها الروائحُ النفاذةِ والمؤثرةِ على البيئةِ المحيطةِ ، يا له من برميلٍ صبورٍ؟!.

أصبحَ لبرميلِ البلديةِ في شوارعِنا حكايةً متجددةً بين الساكنين ، لا أعلمُ لماذا لم تُخَصَّصْ مواقعَ لهُ في المباني المختلفةِ كما هو معمولٌ بهِ في بعضِ الدولِ !؟ لماذا الكودُ السعوديُّ لم يحاولْ حلَّ هذهِ المشكلةِ كأن يُخَصِّصَ في كلِّ عمارةٍ أو فيلا أو أيِّ مبنى عقاري موقعاً يكونُ من ضمنِ الأرضِ – سمِّيه ما شئتَ ، ارتدادٌ أو غرفةٌ ونحوه – بحيث يُبنَى بمواصفاتٍ معينةٍ تحفظُ كرامةَ هذا البرميلُ المسكينُ وبالتالي بقايا ومخلفاتِ البشرِ .
يا سادةُ يا كرامُ ، حكايةُ البرميلِ السحريِّ هي حكايةٌ متكررةٌ تحتاجُ لقرارٍ من الجهاتِ المعنيةِ ، وأقصدُ هنا ( البلديات ) والحلُّ سهلٌ ولا ننسى أنَّ هناكَ دولٌ يعيشُ بها بشرُ يأكلونَ ويشربونَ ولهم أيضاً زبائلُ مثلنا ولكنْ وجدوا الحلَّ وانتهتِ المشكلةُ ، بصراحة لا أعلمُ لماذا تُغفِلُ الجهاتُ المعنيةُ هذا الأمر- رُغْمَ وجودِ الحلولِ المتنوعةِ حولَ العالمِ – وكأنهُ لا يهُمُّهَا ؟ أو كأنهُ لا يوجدُ لدينَا زبائلْ !

لذلك ، سؤالي هو : هل هناكَ معالجةٌ سريعةٌ وصريحةٌ وصحيحةٌ قريبةٌ لهذهِ المشكلةِ خاصةً أنها أصبحتْ من المعاييرِ الهامةِ لأنْسَنةِ المدنِ ( إنشاءُ مدنٍ صديقةٍ للإنسانِ ) ؟؟ أتمنى ذلك .