وجد الإنسان منذ خليقته وهو فوضوي السلوك والطبع، وهذا لأن الإنسان ضعيف و محدود في تفكيره وعقله ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى للإنسان تنظيماً مبدعاً عندما خلقه وهي الكتب السماوية الكريمة فقد أمره الله سبحانه بأن يتبع ويطبق تعاليم هذه الكتب السماوية بكل ما تشمله من شرائع وتعاليم وتوجيهات وقد حذره الله سبحانه أنه إذا ما خالف ما ورد في هذه الكتب فسوف يضل ويشقى ،

وقد تركت هذه الشرائع السماوية بعض الأمور لتنظيم الإنسان حياته وهو ما يندرج تحت مسائل الاختلاف لدى الفقهاء في ديننا الإسلامي وهذا الاختلاف جعله الله رحمة للناس لما يعلمه الله سبحانه في سابق علمه أن الإنسان ضعيف جداً وقد لا يتحمل بعض التكاليف الدينية والدنيوية فجعل هذا الاختلاف رحمةً ولطفاً منه.

وعندما نبحث في مسائل البشر الذين يضعون لأنفسهم قانون وضعي قد صمم بطريقتهم التي يرونها مناسبة لحياتهم ومع ذلك فهذا القانون البشري غير كامل لأنه قانون من صنع البشر و يعتريه النقص ولكنه صمم بطريقتهم للحد قدر المستطاع من فوضوية الإنسان فهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم لو تركوا بدون قانون لكن هناك خلل اجتماعي كبير في النظام القانوني والاجتماعي ولما صلحت حياتهم الدنيوية وفي المقابل عندما نبحث في طريقة حياة الحيوان نجده أكثر تنظيماً من الإنسان لأن الحيوان خلقه الله سبحانه وفقاً لقانون يجري معه مجرى الدم ينظم فيها حياته وشؤونه وبعكس الإنسان وجد وهو فوضوي الطبع فلو قمنا بإزالة كل قواعد القانون من التطبيق فلك أن تنظر إلى فوضى الإنسان الحقيقية ،

وما يؤكد ذلك ما تمت مشاهدته في بعض الدول عندما غابت الرقابة على القانون فقد شاعت الفوضى والسرقة والقتل والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وهذا ما يؤكد أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان و أوجد معه التنظيم الذي يناسب حياته في الدنيا والأخرة وذلك حفظاً للإنسان من الفوضوية التي ربما يصنعها الإنسان فيما أوجد بغير تنظيم.