يعد التلفزيون السعودي أحد أقدم الوسائل الإعلامية في المملكة العربية السعودية، حيث تأسس عام 1957 ليكون نافذة ثقافية واجتماعية للمواطنين، ويعكس تطورات الدولة. ومنذ بداياته، لعب التلفزيون السعودي دورًا محوريًا في نقل الأحداث المحلية والعالمية، بالإضافة إلى تقديم محتوى متنوع يلامس اهتمامات الأسرة السعودية، بما في ذلك البرامج الدينية، الاجتماعية، الثقافية، والترفيهية. ومع التطور التكنولوجي المتسارع، شهد التلفزيون السعودي تطور في تقديم محتواه، حيث تبنى أحدث التقنيات في البث والتصوير، وأصبح منصة مهمة لعرض الهوية الوطنية وتعزيز الثقافة المحلية.
وفي عام 1929 صدر الأمر الملكي والذي نص على إنشاء وزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية وتعيين جميل الحجيلان وزيراً لها ليصبح أول وزير إعلام بالدولة. تم العمل على تطوير وتنظيم الإعلام في المملكة حتى وصلت إلى ماهي عليه الان في عصرنا الحالي وتأسست هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة عام 1433هـ (2012م)، وذلك بعد صدور قرار مجلس الوزراء بتحويل نشاط الهيئة إلى عامة مستقلة، تحت مسمى “هيئة الإذاعة والتلفزيون” . تتمتع الهيئة بالاستقلال المالي والإداري و تهدف إلى نقل رسالة المملكة محلياً ودولياً من خلال الكلمة والصورة لتعكس ثقافتها وتاريخيها وتواكب رؤيتها وأهدافها. تدير الهيئة عددًا من القنوات التلفزيونية والإذاعية والرقمية وتتصل اتصالاً وثيقاً بالمحتوى والنشر الذي يخدم مختلف أفراد المجتمع. ومن أبرز القنوات التلفزيونية: قناة السعودية الاولى والثانية، الإخبارية، SBC, القرآن الكريم، السنة النبوية، ذكريات، الرياضية. حيث أشارت التوقعات التي نشرتها شركة برايس ووترهاوس في سوق التلفزيون وبث الفيديو عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية إلى حالة نمو بنسبة 2.9% خلال الفترة من عام 2019 إلى عام 2025 (بالمليون دولار أمريكي). في دراسة نشرها المركز السعودي لاستطلاعات الرأي يظهر أن منصة شاهد تحتل المركز الأول من حيث اكثر المنصات استخداماً مقارنة بالمنصات العالمية الأخرى مثل ، OSN+ , NETFLIX والعديد من المنصات الأخرى. وشهد عام ٢٠٢٣ انخفاضًا ملحوظًا في عدد الفسوح ( التراخيص) الممنوحة مقارنة بالأعوام السابقة ويعود هذا الانخفاض إلى القوانين الجديدة التي أصدرتها الهيئة والتي تركز على ضبط المحتوى وتحقيق الالتزام بالمعايير المحددة وهو ما يمكن أن يكون له تأثيرات متعددة على المشهد الإعلامي في المملكة، فلا يخفى دوره في تحديد نوعية المحتوى الذي يُعرض على الشاشات السعودية.
مع استمرار التقدم، يظل تطور الإعلام في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك التلفزيون السعودي حاضرا في مختلف المجالات لنقل الثقافة والتراث للمجتمع السعودي وإبراز هويته. ويعد هذا التطور ثمرة للجهود المبذولة لتعزيز مكانة الإعلام السعودي ودليلا على نجاحه في تحقيق التواصل الثقافي والحضاري مع مختلف شعوب العالم.
التعليقات
طيب
اترك تعليقاً