دراسة جديدة تكشف آفاقًا واعدة في علاج انفصام الشخصية عبر تحفيز الدماغ

أظهرت دراسة حديثة نتائج مبشرة لعلاج مرض انفصام الشخصية عبر تحفيز القشرة الجبهية الأمامية اليسرى للدماغ باستخدام تقنية تحفيز انفجارات ثيتا المتقطعة (iTBS).

وقام فريق البحث بقيادة البروفيسور تارو كيشي من جامعة فوجيتا الصحية بمراجعة منهجية وتحليل بيانات تجربة سريرية عشوائية شملت 1424 مشاركًا، بهدف تحسين استراتيجيات علاج هذا المرض.

ويُعد انفصام الشخصية من الأمراض العقلية المعقدة التي تؤثر على حوالي 1% من سكان العالم، مما يسبب اضطرابات عميقة في التفكير والإدراك والعلاقات الاجتماعية.

وعلى الرغم من أن الأدوية المضادة للذهان تُثبت فعاليتها في التحكم بالهلوسة والأوهام، إلا أنها غالبًا ما تعجز عن معالجة الأعراض السلبية، مثل الانسحاب العاطفي والضعف الإدراكي.

وتُظهر الدراسة أن تحفيز القشرة الجبهية الأمامية الظهرانية اليسرى باستخدام iTBS يمكن أن يساهم في تحسين الأعراض السلبية مثل الاكتئاب والقلق وتعزيز الوظائف الإدراكية، مما يوفر أملًا جديدًا للمصابين.

وأوضح البروفيسور كيشي أن القشرة الجبهية الأمامية اليسرى (DLPFC) ترتبط بمناطق الدماغ المسؤولة عن الفسيولوجيا المرضية للفصام، ما يجعلها هدفًا واعدًا لعلاج الأعراض السلبية والإدراكية.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى بعض القيود، أبرزها صغر حجم العينة نسبياً والتأثير المحتمل للأدوية النفسية المتزامنة، مؤكدًا على أهمية إجراء دراسات مستقبلية طويلة الأمد لتوفير فهم أعمق وأكثر شمولاً.

وتُعد هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو اعتماد تحفيز الدماغ غير الجراحي كعلاج تكميلي قوي، خاصة للأعراض التي يصعب علاجها بالأدوية التقليدية.

وإذا أثبتت الدراسات المستقبلية فعالية التقنية على نطاق واسع، فقد تفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية أكثر تطورًا، مما يعزز جودة حياة المرضى بشكل ملحوظ.