الخصوصية
أصبح بعض الناس في هذا الزمن يبتعد عن حضور المناسبات ولربما بشكل خاص بعض المناسبات العائلية وذلك بسبب التدخل في الخصوصيات وهذا الأمر يجعل الإنسان ينفر من الآخر ولذلك حدد علم النفس الفروقات الفردية بين البشر وهي التي تتدخل نوعا ما في تحديد جزئية قوة التحمل والصبر فبعض الناس قد لا يصبر عند سؤاله عن أمر خاص مما يذهب بعيداً عن مستوى الكلام ويجبره على الرد السئ أو الاعتداء في أسواء الحالات وهذا قد يكون بسبب سؤال بسيط ولكنه تدخل في أمور خاصة .
أن من أدب المجلس والحديث أن يبقى الإنسان عند حدوده الشخصية ولا يتجاوزها بذهاب بأسئلة عن خصوصيات الناس مثل السؤال عن كم راتبك؟ أو كم أولادك؟ أو لماذا لم تتزوج ؟ وكلها أسئلة قد عفى عليها الزمن ولكن قد تتكلس بعض العقول بالتشبث بها من باب جمع المعلومات الشخصية عن الناس .
لقد أصبحت المعلومات الشخصية مهمة جداً في هذا الزمن وأصبحت سلاح تستخدم من قبل ضعاف النفوس للتدخل في شؤون الآخرين وربما الإضرار بهم بسبب حقد أو بغضاء أو غيرة.
أن الإنسان يجب عليه أن يلزم حدود الأدب في المجالس والمناسبات وأن يحمى نفسه من بعض المواقف المحرجة بسبب التدخل في خصوصيات الناس فليس هو بوكيل على البشر بل هو مسؤول عن نفسه وعن من يرعاهم ، ولكن في نفس الوقت فأنه عندما يُطلب منه الرأي في شأن خاص فهنا أن كان يملك المعلومة الصحيحة والرأي السديد فله أن يقدمه بنصح وإخلاص وفي حدود السؤال حتى يحمى نفسه من الأحراج الذي هو غني عنه.
