منذ سنوات مضت والى اليوم عمدت جامعاتنا الى طريقة القبول الموحد بالنسبة لخريجي المدارس الثانوية في المملكة فصارت تقذف خريج ثانوية القصيم بإحدى جامعات الرياض وتقذف بخريج ثانوية الخرج بجامعة القصيم وهكذا وثم تحدد له نوع المادة التي سيدرسها وقد تكون آخر عرض من الطالب في اختياراته لتخصصه وفي قرارة نفسه لا يريده ولكن يريد الانتساب الى الجامعة التي يريدها بأية طريقة ولا يجلس في بيته يطقطق اسابعه ويتسكع في الشوارع ويتنقل بين المقاهي ليضيع وقته لمدة سنة منتظرا القبول من جديد .
وان كان هذا شبه المستحيل ويا ترى هل سيكون له في الأولوية نصيب الله اعلم ام سيكون حظه اتعس من التعيس فيحل به ما حل به في العام الماضي وثم اضطر لقبول توجيهه لتلك الجامعة التي تبعد عن مدينته من 200- 400 كم ليذهب من بيته الى تلك الجامعة يوما او يومين في الأسبوع ليحضر محاضراته التي تخصه مع زملائه وسيكرر السفر كل أسبوع بل قد يذهب يوما واحدا فقط لحضور محاضرة واحدة ففي تلك الحال ولمدة عام كيف سيكون حال امه وابيه ينتظرون عودته بسلام كل ما ذهب ونحن نعلم ان السير في الطرق الطويلة متعب وممل ومخيف لكثرة حوادثه فألا من نسمة رحمة بالوالدين وبمستقبل حياة هذا الطالب.
ولو سألنا أعضاء اللجنة المختصة بمدى رضاهم عن أبنائهم لو كانوا بهذه الحال لا اجزم بل أأكد عدم رضاهم واجزم اكثر ان قبولهم سيكون على ما يبتغون هذا توقعي وليس اتهام هذا بالنسبة للأبناء واذا كان هذا الامر ينطبق على البنات فسيكون الوضع أسوأ فالبنت ستحتاج الى اما لوالدها او اخيها او حتى اختها لقيادة سيارتها وقد تحتاج الى سائق وبالطبع اجنبي اما من لا يملك مركبة وهم كثر فسيصرف مكافأته ومعها مثلها لاستئجار مركبة تذهب به الى جامعته وتعود به الى اهله ان عاش .
فكيف يجوز لنا تعذيب أبنائنا وبناتنا والأمور ميسرة علما ان القبول الموحد ليس اختيارا مفضلا ونسبة كبيرة من المواطنين يمقتونه لكثير من عيوبه ومنها ما سلف ذكره لذا اقول وادعو الى تمكين كل جامعة من تولي قبول من أراد الدراسة فيها وبنفس المدينة التي يسكن بها الطالب أو هو من احدى محافظاتها او مراكزها حفاظا على أرواح الا بناء والبنات وقد يكون هذا الطالب وحيد ابويه فهلك بسبب حادث اليم وهو متجه الى تلك الجامعة البعيدة او عائد منها والتي سيقطع من اجل الوصول اليها اكثر من 300-500 كم ويا ترى هل سينظر مسؤولو التعليم في تلك المعضلة ام انه هذا راي لا يمكن ان ترى اضراره لأنه راي مسئول تعليمي لا غير.
التعليقات
اترك تعليقاً