الغربة في مفهومها هي غربة السَّكن والموطن وغربة الأهل والأصدقاء وغربة العمل والمكان، ولكن تجد هناك غربة وأنت في وسط عالمك وهي غربة الفكر وغربة المشاعر وغربة التَّأقلم.

وهذه أكثر من يعاني منها فئة مواليد التِّسعين والثَّمانين (فئة الطَّيِّبين ) .

فالماضي أصبح حلمًا نتمنَّى تكراره حول ما نرى من غربة في كلِّ شيء.

فا ما كنَّا نرى فيه عيبًا أصبح اليوم محمودًا ولا ينظر إليه إلَّا حرِّيَّة شخصيَّة يا لها من غربة بالفعل! يستفزُّني كثيرًا بعض ما أرى في منصَّة (X) كيف البعض همَّه الأوَّل والأخير أنَّ يصل إلى التَّرند حتَّى لو كان ذلك عكس الفطرة وعكس الثَّقافة الاجتماعيَّة وقبل ذلك الدِّين، وينظر هؤلاء أنَّ التَّفكير السَّليم والماضي الجميل، هي رجعيَّة وأنَّ الحضارة أن تقول ما يخجل الآخرين.

واللَّه بعض ما أرى في عالم التَّواصل يجعلك تخجل من نفسك فما بالك بالآخرين .

الثَّقافة والحضارة هي التَّمسُّك بالدِّين والفكر الحضاريِّ ومتابعة أهل الحلِّ والرَّبط، وأصحاب المشورة، وليس أفكار الغرب والانصياغ خلف الأفكار المنحرفة لتصل إلى الشُّهرة وهي مثل الفقَّاعة، سوف يأتي علينا يومًا وتكوُّن انتهت وتبقى أنت في عالمك الغير سوي.

هذا غير الحساب يوم الحساب.

وأقول لهؤلاء اتَّقوا اللَّه في أنفسكم وفيّ من يتابعكم وفي هذا الجيل الصَّاعد ولا تقلُّ إلَّا خيرًا او اصمت.

اتَّق اللَّه في نفسك ولا تتبع نزغات الشَّيطان فا واللَّه إنَّها لحظات سريعة وتنتهي تلك الحياة وتمضي إلى ربِّ العباد لوحدك.

وفِّقنا اللَّه وإيَّاكم لما يحبُّه ويرضاه.