مع حلول شهر رمضان المبارك كل عام، يعيش المسلمون حول العالم تجربة روحانية موحدة رغم اختلاف التوقيتات الجغرافية.
ففي حين يبدأ الصيام في مدينة، يكون قد انتهى للتو في مدينة أخرى، مما يخلق نسيجًا زمنيًا متداخلًا يجمع بين ملايين الصائمين في عبادة واحدة، لكنها تمتد عبر ساعات مختلفة.
وعلى سبيل المثال، عندما يرفع أذان الفجر في مدينة راجشاهي البنغلاديشية إيذانًا ببداية يوم جديد من الصيام، تكون الشمس قد غابت بالفعل في نيويورك، حيث تجتمع العائلات حول موائد الإفطار بعد صيام دام 13 ساعة.
وهذا التفاوت يعود إلى دوران الأرض وتوزيع المناطق الزمنية، ما يجعل المسلمين يعيشون رمضان في توقيتات متباينة ولكن بنفس الروح الإيمانية.
ويعتمد طول الصيام على موقع كل دولة بالنسبة لخطوط العرض، ففي المناطق الشمالية، مثل النرويج وكندا، يزداد عدد ساعات الصيام مع تقدم الشهر، حيث تطول ساعات النهار كلما اقتربنا من الصيف.
أما في نصف الكرة الجنوبي، مثل الأرجنتين وجنوب ففي إفريقيا، فإن العكس يحدث، حيث تتناقص ساعات الصيام تدريجيًا، هذه الفروقات تجعل تجربة رمضان متباينة بين بلد وآخر، لكنها تظل تجربة موحدة في جوهرها.
ورغم التباينات الزمنية والجغرافية، يبقى رمضان شهرًا يوحّد المسلمين في شعائرهم وعباداتهم، فهو أحد أركان الإسلام الخمسة، فرض في السنة الثانية للهجرة، ويتميز بفضائل عظيمة، أبرزها ليلة القدر التي تعادل العبادة فيها ألف شهر.
كما أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمتد ليكون رحلة من التهذيب الروحي، وتعزيز قيم الصبر والتكافل الاجتماعي.
إقرأ أيضًا:
التعليقات
اترك تعليقاً