رحلتي الثانية
عندما سافرت إلي هولندا في الرحلة الثانية وبعد أن قضيت فيها عدة أيام قررت السفر إلي ألمانيا قاصداً مدينة دوسلدورف فستقليت القطار وكان معي دراجتي الهوائية التي لا تفارقني في رحلتي وبعد جولة قصيرة في ألمانيا عدت إلى هولندا وأنا بطريق العودة قررت المكوث يوماً واحداً في أحدى المدن الصغيرة الواقعة على الحدود الالمانية - الهولندية وفعلاً وصلت قبل الظهر الي أحدى المدن الالمانية المتاخمة للحدود الهولندية وتجولت في المدينة وقد استغليت هذا اليوم في التجول بالمدينة والذهاب في رحلة عبر القوارب وزرت أهم معالم المدينة وانتهت جولتي في المساء وتناولت وجبة العشاء في أحد المطاعم الواقع وسط المدينة ثم ذهبت للفندق لارتاح بعد يوم ملئ بالتجول والترحال وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى ضواحي المدينة وبالتحديد الغابات القريبة منها ومكثت هناك إلي قرب الظهر ومما لاحظته وأنا أتجول في هذه الغابات أنه لا يوجد أحد فيها من البشر سوى بعض هواة ركوب القوارب الذين كانوا يمرون من خلال النهر وبعض الحيوانات مثل الأرانب والسناجب ثم غادرت الغابات متجهاً إلى الفندق ثم إلى محطة القطار وسافرت إلى هولندا قاصداً مدينة ألكمار الهولندية لتبديل القطار إلى وجهتي الأخيرة وهي مدينة أوترخت الهولندية ، المدينة التي مكثت فيها قبل السفر إلى ألمانيا ثلاثة أيام وهي من أروع المدن الهولندية، والشاهد في موضوع رحلتي هو بعد أن وصلت إلى أرض الوطن بعدة أشهر إذا أتفاجأ بالصدفة بخبر اعتداء الخنازير البرية على أحد الأشخاص في أحدى الغابات الأوربية وهذه بعض مخاطر السفر التي تحيط بالإنسان من الطبيعة بالإضافة إلى أنه هناك بعض المخاطر التي تأتي من البشر وكان من ضمنها أن أحد الشبان في أحدى رحلاتي وأنا قادم من بلجيكا متجهةً إلى هولندا قد أزعجني في تقديم بعض الطعام مجهول المصدر وقد شعرت بقلق من إلحاحه واعتذرت منه أكثر من مرة ولم ينتهي حتى قمت من المكان وذهبت بعيداً عنه ولكن بالرغم من وجود المتاعب وبعض المخاطر التي ترافق السفر إلا أنه يبقى للسفر رونق خاص ومتعة حقيقية وأني أرى أن السفر المبسط والاقتصادي فيه متعة أكثر من السفر باهض التكاليف ويُكسب الإنسان الثقة بالنفس والاعتماد على الذات واكتساب المعارف والخبرات ولكن بالمقابل يجب على الإنسان أن يكون لديه معلومات كاملة عن البلد الذي يرغب بزياته حتى يحفظ نفسه وعائلته من بعض المخاطر التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه والله الحافظ للجميع.
